البرازيل ليست المرشحة الوحيدة للفوز بكأس العالم لكرة القدم في فرنسا عام 1998، لست مع الآراء التي تضعها في مرتبة اعلى من بقية المنتخبات في البطولة، بل على العكس تماماً، أرى أن فرصة البرازيل في إحراز الكأس محدودة لأسباب معنوية واخرى فنية. هذا هو رأي الكابتن محمد عبده صالح الوحش أحد أبرز خبراء كرة القدم العرب بالحقائق والارقام. والوحش هو لقب فقط أطلقه الجمهور وتردد طويلا حتى إن شقيقه الاصغر الذي عمل مدرباً في المقاولين العرب اصبح اسمه ابراهيم عبده صالح الوحش. بدأ مشواره لاعباً في اشبال الاهلي وصعد الى الفريق الاول عام 1949 مع صالح سليم الرئيس الحالي للنادي الاهلي، والتحق بكلية التربية الرياضية عام 1951 وظل اساسياً حتى عام 1955 عندما تعرض لإصابة شديدة اجبرته على الغياب، وفضل الاعتزال في عز شبابه 24 عاماً بعد ان حصل على بكالوريوس التربية الرياضية، وحضر أكثر من دورة تدريبية في هولندا، وعمل مدرباً لأشبال الاهلي قبل توليه مسؤولية الفريق الاول، وعمره 30 عاما فقط واصبح اصغر مدرب للفريق الاول في تاريخ أكبر أندية مصر، وقاد الوحش فريقه الى الفوز ببطولة الدوري موسمين متتاليين واكثر من لقب آخر محلي ودولي، وعمل مدرباً لمنتخبي الكويت والسعودية ثم لأكثر من ناد في الخليج وليبيا، وتولى تدريب منتخب مصر أكثر من مرة في السبعينات والثمانينات، واختير محاضراً دولياً في الاتحادات الدولية والافريقية والعربية وعضواً في اللجنة الفنية بالاتحاد الدولي ومقرراً للجنة الفنية بالاتحاد الافريقي. مشكلات البرازيل يقول الوحش: ستواجه البرازيل مشكلات عدة في النهائيات اولها أن كل الفرق ستواجهها بحماسة مختلفة وجدية زائدة لأنها ترغب في تأكيد جدارتها بتحقيق نتيجة جيدة مع حامل اللقب، ولذلك من المؤكد أن تكون كل مباريات البرازيل بمثابة نهائي مبكر لها وحياة او موت للفرق المنافسة مما سيزيد العبء البدني والنفسي على البرازيليين ويعرضهم لقدر اكبر من الضغوط والاصابات وربما العقوبات. ورغم الإجماع على وفرة الكفاءات الفردية عندها ووجود هدافين نادرين كرونالدو وروماريو فان التنظيم الذي اتبعه الفريق في مبارياته خلال العام الاخير ليس في المستوى العالي، او على الاقل ليس مثل التنظيم الدفاعي النموذجي الذي انتهجه الفريق مع مدربه السابق كارلوس البرتو باريرا، والواضح ان ماريو زاغالو المدرب الحالي اعطى حريات اكبر للاعبين واهتماماً أكبر بالهجوم، واصبح دفاعه اقل نسبياً من دفاع البرازيل عام 1994. وسيؤدي الاسلوب الدفاعي الذي تعتزم الفرق المنافسة للبرازيل تطبيقه الى مشكلات لدى ابطال العالم عند محاولتهم فك الالغاز والاختراق نحو شباك منافسيهم، وهو امر قد يفقدهم التنظيم السليم في الدفاع ويشكل خطراً عليهم في الهجمات المرتدة. المرشحون للقب اضاف الوحش: ورغم كل تلك الامور تبقى البرازيل دائماً بين المرشحين لإحراز الكأس، وتزيد فرصتها اذا وقف التوفيق بجانبها، وإذا ارتفع مستوى النجمين رونالدو وروماريو، وإذا تمكن لاعبوها من التسجيل مبكراً في كل المباريات. ولكن قائمة الترشيحات تضم 4 فرق اخرى لا تقل كثيراً عن البرازيل، ابرزها فرنسا الدولة المضيفة والمانيا بقوتها التقليدية وجذورها التاريخية والارجنتين التي تألقت في مبارياتها التجريبية وهزمت البرازيل في عقر دارها وايطاليا الخبيرة. وفي الصف الثاني من حيث الترشيحات تأتي اسبانياوهولندا وانكلترا اولا وبعدها رومانيا الحصان الاسود ثم نيجيريا بنجومها الموهوبين. وأفاض الوحش في تفصيل تقييمه للفرق المرشحة وبدأ بفرنسا: لدى فرنسا أكثر من ميزة على رأسها الملاعب والجماهير التي ستعطيها دفعة معنوية كبيرة في مواجهة كل المنافسين، ولا ننسى أن فرنسا حققت نصرها الدولي الوحيد بفوزها بكأس الامم الاوروبية عام 1984 على ملاعبها. والفريق الفرنسي يملك خط وسط رائعاً بوجود الثنائي زين الدين زيدان ويوري ديوركاييف المتألقين دائماً مع نادييهما يوفنتوس وانترميلان الايطاليين ومعهما كويه مدافع الوسط الجيد وفي الدفاع بلان وتورام. ولكن مشكلة الفريق تكمن في ندرة الهدافين رغم التجارب الكثيرة التي اجراها المدرب ايميه جاكيه على لوكو وبيريس وتريزيغيه وتييري هنري ودوغاري وغيفارتش. ولكن نجاح الفرنسيين يرتبط اولاً بقدرة لاعبي الوسط، وليس المهاجمين، على هز شباك منافسيهم لا سيما في الادوار الاخيرة. ولا جديد إذا رشح منتخب المانيا، وهو الفريق الوحيد القادر دائماً على المنافسة في أي زمان ومكان وبأي تشكيلة من اللاعبين، والمنتخب الالماني هو الأقوى عالمياً في مواجهة الضغوط الكبيرة وفي اجتياز المباريات الحساسة والمواقف الصعبة، ولنا في فوزه بضربات الترجيح على انكلترا في نصف نهائي كأس العالم 1990 ثم في كأس الامم الاوروبية 1996 دليل على التوازن النفسي العالي. ويتميز المنتخب الالماني بالاستقرار التدريبي الكامل، ويقوده بيرتي فوغتس منذ 8 اعوام كاملة وخاض معه 3 بطولات كبرى في كأسي العالم واوروبا، وهو الفريق الاكثر خبرة بين فرق كأس العالم 98، وصبغ فوغتس لاعبيه بأسلوبه القائم على الضغط الدائم وتقليص المساحات عند فقدان الكرة والتحرك الايجابي للاعب الدفاع الحر خلف زملائه المهاجمين. وتملك الارجنتين فريقاً شاباً يفرض الاحترام ويستحق مدربه باساريلا التقدير لانه صاحب الفضل الاول في التغيير الخططي الايجابي للفريق والتنظيم الدقيق الذي يفرض نفسه على كل المنافسين. وأحسن باساريلا تثبيت عناصره في معظم الخطوط بالاعتماد على الشباب الكفء والخبرة المتوسطة مع التركيز على المحترفين في اوروبا، ولدى الفريق اكثر من لاعب مميز كباتيستوتا واورتيغا وزانيتي وسيمبوني. ويزيد من فرص الارجنتين ان مهمتها في الدور الاول سهلة بعد ان اوقعتها القرعة مع المبتدئين كرواتيا واليابان وجامايكا. أما ايطاليا، فواحدة من المرشحين الاقوياء. الايطاليون لا يفتقرون الى الخبرات والمهارات واللياقة البدنية العالية ومواجهة الضغوط الصعبة، ولكنهم يفتقدون الاداء الجماعي والانصهار في قالب واحد، ولا يزال مدربهم تشيزاري مالديني حائراً في الوصول الى توليفة هجومية ناجحة خاصة بعد قراره المفاجئ بضم روبرتو باجيو وهو قرار يعكس عدم الاستقرار ويؤثر سلباً. والعنصر الاقوى لدى ايطاليا هو صلابة الدفاع والقدرة على الاستحواذ على الكرة لفترات طويلة مما يرهق الفريق المنافس معنويا. العرب في المونديال وعن تقييمه للفرق العربية في المونديال قال الوحش: المغرب مجموعته صعبة لكن فرصته في التأهل إلى الدور الثاني قائمة بفضل الخبرة والمهارة، والسعودية لديها تشكيل متجانس ومدرب ممتاز وعندها فرصة عالية لاجتياز الدور الاول على حساب الدنمارك وجنوب افريقيا، ولكن تونس هي الاقل بين الدول الثلاث واملها محدود جداً في تجاوز الدور الاول في ظل عروضها الضعيفة عربياً وافريقياً ودولياً. وستكون المباراة الاولى لكل فريق في البطولة مهمة جداً على الصعيد المعنوي لان تونس ستلعب ضد انكلترا احد المنافسين الاقوياء، وشاهدنا كيف انتزع الفريق السعودي تعادلاً ثميناً من انكلترا في ويمبلي في لقائهما الودي قبل ايام ما يعني ان الانكليز ليسوا فريقاً فوق الهزيمة او التعادل على الاقل، ولقاء السعودية والدنمارك في لنس في اولى لقاءات المجموعة هو الحاسم لان الفريقين يتنازعان بطاقة المركز الثاني، ولا مجال مطلقا للهزيمة في تلك المباراة لان مواجهة فرنسا في المباراة الثانية في سان دوني ستكون صعبة جداً على الفريق السعودي، وتبقى المواجهة الاولى للمغرب حاسمة ايضا لانها مماثلة لموقف السعودية، ويلعب المغرب ضد النروج وكلاهما طامع في المركز الثاني في المجموعة، وكلاهما يعرف نتيجة مباراته ضد البرازيل مسبقاً.