بغداد، سانتياغو - رويترز، أ ف ب - حذّر وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس الرئيس صدام حسين من إثارة أي أزمة جديدة في الخليج بعد قرار وشيك بتقليص عدد السفن الحربية والقاذفات الاميركية في المنطقة. وأبلغ كوهين الصحافيين المرافقين له في جولة في اميركا اللاتينية ان خفض القوات الاميركية في المنطقة يجب الا يكون مصدر ارتياح لدى الرئيس العراقي لأن "قوة القاذفات يمكن ان تعود للمنطقة بسرعة كبيرة، وستكون لنا هناك معدات اكثر بكثير. ستكون لدينا قوة قادرة على الانتشار السريع ومستعدة للذهاب الى هناك خلال 48 ساعة اذا دعت الضرورة". ضربات سريعة وأضاف ان القوات الاميركية ستكون بعد خفضها اكثر قدرة على اطلاق صواريخ كروز من طراز "توماهوك" بسرعة على العراق من السفن الحربية في حال نشوب ازمة جديدة. وسئل هل ستظل القوات الاميركية مستعدة لتوجيه ضربات سريعة للعراق في اي ازمة فأجاب: "بالتأكيد". وأضاف: "خفت حدة التوتر الى حد ما لكنه الرئيس صدام ما زال خطراً على المنطقة". وتابع كوهين ان خفض القوات يهدف في جانب منه الى تخفيف ضغوط وضع الاستعداد القتالي على القوات الاميركية، مشيراً الى ان الخفض "سيبدأ في الأيام القليلة المقبلة، وآمل بأن يكتمل في غضون اسبوعين. نحاول تخفيف ايقاع العمليات للقوات التي كانت في حال تأهب قصوى". في الوقت ذاته، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس انها لا تنوي حالياً خفض قواتها في الخليج التي نشرت خلال الازمة الاخيرة مع العراق، مشيرة الى ان الوضع قد يتغير. وقالت ناطقة باسم الوزارة لوكالة "فرانس برس": "مستوى قواتنا في المنطقة موضع بحث دائم بالتشاور مع حلفائنا ونريد مواصلة العمل ليفي صدام الالتزامات التي فرضتها عليه الأممالمتحدة" في شأن نزع الاسلحة، مشيرة الى ان الحكومة البريطانية ليست لديها الآن "خطة" لسحب القوات. وكان وزير الدفاع الاميركي اعلن في وقت متقدم ليل الاحد ان الولاياتالمتحدة تعتزم خفض وجودها العسكري في منطقة الخليج الى المستوى الذي كان عليه قبل الأزمة الأخيرة مع العراق. وقال كوهين الذي كان يتحدث الى الصحافيين في العاصمة التشيلية ليل الاحد ان حاملة الطائرات الاميركية "انديبندنس" على وشك مغادرة الخليج مع السفن المرافقة لها، على ان تبقى حاملة واحدة في الخليج هي "ستينيس" للمرة الأولى منذ تشرين الثاني نوفمبر 1997. وأضاف ان طائرات "اف - 117" ستيلث وطائرات مقاتلة أخرى ستسحب من المنطقة. وزاد: "نرغب في العودة الى المستويات السابقة للأزمة ونأمل بتنفيذ ذلك خلال الأسابيع المقبلة". ويتوقف على الرئيس بيل كلينتون وحده اتخاذ قرار استبدال الحاملة "اندبيندنس"، لكن وزير الدفاع توقع ان تبقى حاملة واحدة في الخليج. وأكد ان واشنطن ستبقي في المنطقة 17 - 20 ألف جندي من أصل 37 ألفاً. وان القوات الاميركية ستنشر بطريقة تجعلها قادرة على العودة الى الخليج خلال 48 ساعة في حال نشوب أزمة جديدة مع العراق. وللولايات المتحدة الآن 27 سفينة ونحو 355 طائرة قتالية في المنطقة. وخلال الأزمة ارسلت واشنطن ست طائرات من طراز "اف - 117" الى الكويت في حين ارسلت طائرات "اف - 15" و"اف - 16" وقاذفات "بي 1" الى البحرين، وثماني قاذفات "بي 52" الى دييغوغارسيا. ونزع فتيل التوتر في 23 شباط فبراير بتوقيع اتفاق بين بغداد والامم المتحدة يحدد اجراءات تفتيش المواقع الرئاسية العراقية. الصحاف الى نيويورك الى ذلك، افادت "وكالة الانباء العراقية" ان وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف توجه أمس الى نيويورك لاجراء محادثات مع خبراء "اونسكوم" واتصالات مع اعضاء مجلس الأمن. وأوضحت ان وفداً يرافق الصحاف لإجراء "محادثات فنية مع خبراء اللجنة الخاصة، من أجل تقديم الايضاحات اللازمة الخاصة بالمسائل الفنية المتعلقة بإغلاق ملفات التسلح والانتقال بالعمل الى مرحلة الرقابة" الدائمة. واضافت ان الصحاف سيجري "اتصالات ومشاورات مع اعضاء مجلس الأمن لشرح تنفيذ العراق القسم ج من القرار 687 والبدء فوراً بتطبيق الفقرة 22 من القرار" التي تنص على رفع الحظر النفطي المفروض على العراق منذ العام 1990 حين تثبت اللجنة الخاصة خلوه من أسلحة الدمار الشامل.