ميونيخ، لندن، روما، سيدني، جوهانسبورغ - أ ف ب، رويترز، ق ن أ - حذر وزير الخارجية البريطاني روبن كوك من أن بلاده لن تنتظر "أشهراً" لكي يسمح الرئيس صدام حسين للخبراء الدوليين بتفتيش المواقع الرئاسية، وأن "عليه ان يفهم ان مهلة الإنذار اوشكت على الانتهاء". واتهم وزير الدفاع الاميركي ويليام كوهين في مؤتمر للدفاع عقد في ميونيخالمانيا الرئيس العراقي بپ"الكذب" في شأن اسلحة الدمار الشامل، مستنداً الى معلومات قدمتها اجهزة الاستخبارات الاميركية. وكان يرد على ما أثاره بعض المسؤولين الأوروبيين من عدم وجود أدلة كامنة على ان برامج التسلح العراقية تشكل خطراً، وان على المجتمع الدولي - كما صرح وزير الدفاع البلجيكي جان بول بونسليه على هامش المؤتمر - "استنفار كل السبل الديبلوماسية قبل اتخاذ أي قرار آخر". وأعلنت ايطاليا رفضها السماح للأميركيين باستخدام قواعد حلف شمال الاطلسي الموجودة على أراضيها للقيام بعمليات عسكرية ضد العراق. وصرح وزير الدفاع الكندي آرنر ايغلتون بأن حكومته "تؤيد الاستعدادات الاميركية لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق وتبحث في امكان المشاركة فيها". وأكد رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد ان بلاده ستدرس "بعناية كبيرة" دعوة الولاياتالمتحدة الحكومة الاسترالية الى المساهمة في اي تحرك محتمل ضد العراق. وقال وزير الخارجية البريطاني في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي ان "الوقت ينفد" وان الرئيس العراقي "سيرتكب خطأ جسيماً اذا ظن اننا سنتراجع ... وإذا تقررت الضربة الجوية بالفعل فانها ستكون قوية ... على صدام حسين ان يفكر في انه قد يفقد القسم الأكبر من قدراته العسكرية". ونقلت "بي. بي. سي" عن وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون قوله "ان أي استخدام للقوة سيستهدف مباشرة قاعدة سلطة صدام". وأضاف: "ربما اصبح نظامه وبقاؤه محل شك". وأضاف ان بلاده "موجودة عسكرياً في الخليج لأن الديبلوماسية لا تعمل ما لم يكن بالامكان استخدام الخيار العسكري". كوهين وتحدث وزير الدفاع الاميركي في مؤتمر الأمن في أوروبا قبل مغادرته ميونيخ في جولة خليجية لثلاثة أيام لعرض الخطط الاميركية لضربات جوية محتملة لأهداف عراقية. ومما قال: "ان الولاياتالمتحدة "ما زالت تأمل بتجنب اتخاذ اجراء عسكري"، لكنه أضاف: ان "اي حل ديبلوماسي لا بد ان يتضمن موافقة عراقية غير مشروطة على دخول مفتشي الاسلحة التابعين للأمم المتحدة الى أية مواقع يشاءونها". وأشار الى افادة عسكري عراقي هارب اكد انه عمل على صواريخ تحمل رؤوساً جرثومية". واعتبر ان "صدام حسين وحكومته كذبا بشكل مستمر في السابق". وكان العراقيون اكدوا اثر حرب الخليج عام 1991 انهم لا يملكون اسلحة كيماوية او جرثومية. وقال كوهين: "لقد تبين ان هذا الكلام كاذب"، مشيراً الى المعلومات التي كشفها في هذا الصدد صهر الرئيس العراقي حسين كامل حسن. الى ذلك، نفت امس وزارة الدفاع البريطانية انباء تحدثت عن وصول طائرات "تورنادو" بريطانية الى الكويت. وقال ناطق باسم الوزارة: "لم تصل اي من طائرات التورنادو الثماني الى الكويت... نتوقع وصولها في الأيام المقبلة". وكانت وزارة الدفاع الاميركية اعلنت ان وزير الدفاع ويليام كوهين امر أول من امس بارسال 19 طائرة مقاتلة و23 طائرة معاونة للانضمام الى القوة الاميركية الموجودة في الخليج، ليرتفع عدد الطائرات في الخليج وبحر العرب الى نحو 375 معظمها على متن ثلاث حاملات طائرات لكن بعضها يتمركز في الكويت وأماكن اخرى. وقال المسؤول ان كوهين الذي يزور المانيا حالياً قبل توجهه الى الخليج امر بأن ينتقل فريق للحماية من اخطار الحرب البيولوجية الى الخليج. وأضاف ان طائرات "ف 117" ستتوجه الى الكويت وان قاذفات "ب 52" ستتوجه الى دييغو غارسيا وان الطائرات المقاتلة الاخرى ستتوجه الى البحرين. وفي جوهانسبورغ، دان رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا بقوة السياسة الاميركية حيال العراق، معتبراً ان على الولاياتالمتحدة وقف اعتبار نفسها شرطية العالم. وأضاف في حديث تلفزيوني ان بلاده لا تأمل بالتدخل في ازمة الخليج، وأنه يعود الى الدول العربية ايجاد حل. واعتبر ان "ليس من العدل ان نرى هذا العدد الكبير من ممثلي الولاياتالمتحدة في فريق الأممالمتحدة المكلف تفتيش المنشآت العسكرية في العراق". وفي لندن، ينوي عدد من نواب حزب العمال المعارضين توجيه ضربة الى العراق تنظيم اجتماعات احتجاج داخل مجلس العموم. وقال النائب توني بن امس انه بعث برسالة الى نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز قدم فيها اقتراحاً لحل الازمة. في مسقط - "الحياة" يزور سلطنة عُمان كل من وليام كوهين وزير الدفاع الأميركي غداً الثلثاء وديرك فاتشت وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية الأربعاء في اطار جولتهما الخليجية لعرض موقف بلديهما من الأزمة مع العراق. وتشير مصادر ديبلوماسية "ان زيارة فاتشت ستكون خاطفة ولن تستغرق أكثر من ساعات سيسلم خلالها رسالة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، يتوجه بعدها الى الإمارات من جهة أخرى وصل أمس الى مسقط السيد عبدالعزيز الدخيل وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء حاملاً رسالة للسلطان قابوس من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، تتعلق بالمساعي الدولية لتفادي حرب جديدة في الخليج. ومن المقرر أن يصل الى السلطنة السيد شبيب المالكي وزير العدل العراقي موفداً من الرئيس صدام حسين للتشاور في تطورات الأزمة. كما يزور مسقط موفد فرنسي لاطلاع المسؤولين العمانيين على جهود باريس لايجاد حل ديبلوماسي.