استمرت التحولات المتسارعة في المشهد السياسي الاندونيسي أمس، وساد الغموض الموقف داخل القوات المسلحة بعدما اعلن الجنرال ويرانتو، قائد الجيش وزير الدفاع، ازاحة الجنرال جوني لومينتانغ عن قيادة "قوة كوستراد" الاستراتيجية التي تضم نحو عشرين الف جندي. وكان ويرانتو عيّن لومينتانغ في المنصب اول من امس، بعدما اقال الجنرال برابوو، وهو من اصهار الرئيس المتنحي سوهارتو وعرف بمعارضته الشديدة للاصلاح. وأدت الحكومة الاندونيسية الجديدة اليمين الدستورية رسميا في احتفال قصير في قصر الرئاسة أمس. وتقدم بشار الدين يوسف حبيبي رئيس اندونيسيا الجديد وزراءه الپ36 في اداء اليمين في القصر الرئاسي حيث تولى السلطة من الرئيس السابق سوهارتو. على الصعيد السياسي والاقتصادي رويترز، أ ف ب صرح وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية جينانجار كارتاساميتا أمس بعد اداء القسم بأن هناك حاجة الى اجراء انتخابات عامة في اندونيسيا في اقرب وقت ممكن حتى يكون لدى الحكومة الجديدة تفويض من الشعب. وقال في مؤتمر صحافي إن برنامج صندوق النقد الدولي لانعاش اقتصاد اندونيسيا مازال ساريا، وان الحكومة ستواصل تنفيذه. وأكد جينانجار الذي كان يتحدث بعد اتصال هاتفي مع وزير الخزانة الاميركي روبرت روبن ان اصلاح الاقتصاد الاندونيسي المضطرب يحتل رأس اولويات حكومة الرئيس حبيبي. الا ان وزير الخزانة الاميركي قال للصحافيين في واشنطن ان حكومة اندونيسيا الجديدة في حاجة اولاً الى تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية لضمان نجاح برنامج صندوق النقد الدولي لانقاذ اقتصاد اندونيسيا. وجاء التصريح ليدعم موقف مدير صندوق النقد الدولي ميشيل كامديسو، الذي قال ان الصندوق بحاجة الي بعض الوقت قبل ان يتسنى له استئناف تقديم دفعات من قرض ضخم لانقاذ أندونيسيا حجمه عشرة بلايين دولار. وكان قرار صندوق النقد سحب موظفيه من اندونيسيا في اعقاب الاضطرابات الدموية هناك قد جمد عمليا برنامج انقاذ الاقتصاد الاندونيسي. واستبعد مسؤولون في الصندوق الاسبوع الماضي ان يتمكن من تسليم دفعة قيمتها بليون دولار الى اندونيسيا في الرابع من الشهر المقبل كما كان مقررا. والصندوق هو المساهم الأكبر في خطة انقاذ دولية لاندونيسيا قيمتها 41 بليون دولار.