جاكرتا - رويترز - أصدر الرئيس الاندونيسي سوهارتو امس قرارا بعزل محافظ البنك المركزي من منصبه. وجاء القرار وسط خلاف بين الرئيس الاندونيسي وصندوق النقد الدولي في شأن خطة تثبيت سعر الصرف من خلال تشكيل مجلس للعملة. وقال بيان صدر عن امانة الدولة ان سوهارتو عين سجاريل سابرين أحد مديري البنك في منصب المحافظ خلفاً للمحافظ المخلوع سويدراجاد جيواندونو الذي شغل هذا المنصب منذ عام 1993. وأضاف ان القرار اتخذ يوم 11 شباط فبراير الجاري لكنه لم يعلن الا امس بعد اجتماع بين الرئيس سوهارتو والمحافظ السابق. وكانت الحكومة أعلنت انها تعمل على التعجيل بتنفيذ خطط تثبيت سعر صرف الروبية من خلال نظام مجلس العملة على رغم معارضة صندوق النقد الدولي والجهات والدول الرئيسية المانحة للمساعدات. الى ذلك قالت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان سوهارتو يعتقد ان صندوق النقد الدولي فشل في مواجهة الازمة المالية في بلاده ولهذا السبب اقترح تغييرا كبيرا في النظام النقدي في البلاد. وأفادت الصحيفة ان سوهارتو حدد موقفه في مكالمة هاتفية مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون يوم الجمعة الماضي. وحصلت الصحيفة على مضمون المكالمة من الاقتصادي الاميركي ستيف هانك الذي يقدم استشارات لسوهارتو في شأن النظام المالي الجديد. وقال هانك للصحيفة ان سوهارتو قال ان النظام الحالي لصندوق النقد الدولي لم يحقق نجاحاً مدوياً رداً على تأكيد كلينتون على اعتراضات صندوق النقد تجاه الخطة الرامية الى ربط قيمة الروبية الاندونيسية بالدولار الاميركي. وافادت الصحيفة ان مسؤولاً كبيراً في إدارة كلينتون أكد صحة رواية هانك. وتردد ان ميشيل كامديسو المدير العام لصندوق النقد الدولي هدد في خطاب بوقف برنامج المساعدة المقدم الى اندونيسيا بسبب الخلاف حول كيفية تنشيط الاقتصاد. وفي كانبيرا، حثت الحكومة الاسترالية اندونيسيا أمس على التزام شروط برنامج المساعدة الاقتصادية المقدم من صندوق النقد الدولي. واعرب وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر في حديث لهيئة الاذاعة الاسترالية عن قلقه ازاء الوضع الاقتصادي في اندونيسيا. من جهة ثانية اتهم عضو جمهوري في مجلس الشيوخ الاميركي صندوق النقد الدولي والحكومة الاميركية بمحاولة تعطيل خطط اندونيسيا لتشكيل مجلس للعملة. وقال لوتش فيركلوث عضو مجلس الشيوخ عن نورث كارولاينا ان صندوق النقد الدولي ووزارة الخزانة الاميركية يعملان بنشاط ضد تشكيل مجلس للعملة يعتقد انه سيمثل "جرعة قوية" من العلاج للاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها اندونيسيا. وأضاف في بيان من واشنطن بتاريخ 13 شباط فبراير الجاري، لكنه صدر في اندونيسيا امس، ان مجلس العملة "سيقطع خطوات كبيرة في اتجاه اعادة الثقة في أسواق آسيا". واضاف فيركلوث: "الاكثر اهمية في الامر انه سيعمل دون الحاجة الى صندوق النقد الدولي. ولهذا السبب هدد الصندوق اندونيسيا سراً بأنه سيقطع المعونات الطارئة اذا شكلت اندونيسيا المجلس". وقال فيركلوث رئيس اللجنة الفرعية للمؤسسات المالية التابعة للجنة المصرفية لمجلس الشيوخ ان "صندوق النقد الدولي يكشف عن وجهه الحقيقي". وكان فيركلوث اشرف على مشروع قانون يحد من دور واشنطن في عمليات الانقاذ المالي في الخارج. وأضاف: "البيروقراطيون في الصندوق يرغبون في ادارة الاقتصاد العالمي لا السماح للدول بإصلاح اقتصاداتها بعيداً عنه". وكان ميشيل كامديسو المدير العام للصندوق انتقد خطة تشكيل المجلس في اندونيسيا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وقال ان هناك فرصة كبيرة لان يوقف الصندوق مساعدات الانقاذ اذا شكل المجلس. ووقع سوهارتو اتفاقاً مع الصندوق للحصول على43 بليون دولار مقابل المضي قدماً بسرعة اكبر في تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي. واستمرت امس اعمال العنف والشغب في اندونيسيا احتجاجاً على رفع الحكومة الاسعار. وشهد الساحل الشمالي لجزيرة جاوا الغربية اعمالا من الشغب ادت الى تعطيل الاعمال التجارية وانتشار قوات الامن في الشوارع لمنع نشوب موجة جديدة من العنف والشغب الموجه ضد الصينيين. يذكر ان الازمة الاقتصادية التي تواجهها اندونيسيا ارغمت الحكومة على رفع الاسعار مما أسفر عن حدوث سلسلة من اعمال العنف والشغب في معظم المدن.