جاكرتا - رويترز - قال مسؤول رفيع امس ان اندونيسيا سترسل وفداً اقتصادياً على مستوى عال لاجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة وصندوق النقد الدولي الاسبوع المقبل في شأن الازمة الاقتصادية التي تواجهها جاكرتا. وقال فؤاد باوزير المدير العام للضرائب والمرشح على نطاق واسع لتولي منصب وزير المال للصحافيين على هامش دورة المجلس الاستشاري الشعبي ان ويدجوجو نيتيساسترو كبير المستشارين الاقتصاديين للحكومة سيرأس الوفد الذي يتوجه الى واشنطن يوم الثلثاء المقبل. ولم يذكر باوزير اي تفاصيل اخري. وثأر نزاع بين صندوق النقد واندونيسيا بسبب اتهامات الصندوق لجاكرتا بعدم التزام تنفيذ الاصلاحات المتفق علىها في مقابل صفقة انقاذ حجمها 40 بليون دولار. وتقول اندونيسيا انها ملتزمة بالاصلاحات. وقالت مصادر حكومية ان الوفد سيضم اعضاء من الحكومة الجديدة التي سيعينها الرئيس سوهارتو بعد اعادة انتخابه امس لفترة رئاسة سابقة. وفي كوالالمبور قال انور ابراهيم نائب رئيس الوزراء المالىزي امس انه طلب من صندوق النقد الدولي الاسراع بصرف قرض انقاذ لاندونيسيا جارة مالىزيا. واضاف انور للصحافيين: "ارسلت امس بالفاكس رسالة عاجلة الى صندوق النقد الدولي أحثه فيها على الأخذ في الاعتبار المشاكل والتعقيدات في اندونيسيا والآثار المترتبة على المنطقة. ودعوت الصندوق الى التعجيل بصرف الشريحة الثانية من القروض لأندونيسيا" وقال صندوق النقد يوم الجمعة الماضي انه سيتعين على اندونيسيا الانتظار حتى نيسان ابريل على الاقل للحصول على الدفعة الثانية وحجمها ثلاثة بلايين دولار من برنامج المساعدات المالىة البالغ 40 بليون دولار. وذكر انور ان صرف الاموال هو افضل وسيلة لاقناع اندونيسيا على الموافقة على مزيد من الاصلاحات. وقال "لا يمكنكم ان تتوقعوا من الاندونيسيين الموافقة عندما تخلقون مصاعب هائلة في صرف الاموال". واضاف انه واثق من ان اندونيسيا ستوافق على اتخاذ اجراءات اضافية وتنفذ برنامج صندوق النقد. وقال مارك براون نائب رئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية في طوكيو امس ان البنك متشائم في شأن الوضع الاقتصادي في اندونيسيا في الوقت الراهن. واضاف براون "نحن متشائمون للغاية حالىاً". لكنه أضاف ان البنك يأمل ان يؤدي تشكيل حكومة جديدة في اندونيسيا الى احراز تقدم في تسوية الازمة الاقتصادية. وقال ان حل الازمة الاندونيسية في أيدي مسؤوليها وطالب جاكرتا باستعادة ثقة الاسواق حتى تكون المساعدات الدولية فاعلة. وفي واشنطن حذر ميشيل كامديسو المدير العام لصندوق النقد الدولي اول من امس من ان الازمة في اندونيسيا اذا لم تحل قريباً فإنها قد تقوض الجهود الرامية الى مكافحة الاضطرابات المالىة في آسيا. وقال كامديسو امام ندوة لصندوق النقد: "ما زلنا نعتقد انه اذا لم تحل هذه المشكلة قريباً فأن المنطقة بأكملها ستكون معرضة لمخاطر" واضاف ان صندوق النقد يبذل جهوداً مكثفة لمساعدة الدول التي تعاني من الازمة والدول المهددة بأن تنتقل الىها. وجدد كامديسو تعلىقات سابقة بأن مجلس مديري صندوق النقد الدولي لن يتمكن من مناقشة تقديم شريحة جديدة من قرض لاندونيسيا قبل نيسان ابريل. وقال ان هناك حاجة الى تنفيذ قائمة طويلة من الاجراءات الهيكلية في اندونيسيا بمقتضي بنود برنامج للاصلاح تم تعديله في بداية السنة الجارية. واوضح كامديسو ان صندوق النقد يعتقد ان مناقشة في شأن استحداث نظام مالى لمجلس للعملة في اندونيسيا هي مضيعة للوقت. وقال كامديسو ان تايلاند وكوريا الجنوبية وهما دولتان اخريان تتلقيان اموالاً من صندوق النقد اجتازتا مرحلة الخطر الاقتصادية. لكنه اضاف ان اندونيسيا لم تفعل هذا حتى الآن. وفي طوكيو، قال وزير الخارجية الىاباني كيزو اوبوتشي امس ان بلاده لا تنوي تغيير رأيها فيما يتعلق بتقديم قرض لاندونيسيا قيمته 20 بليون ين 156 مليون دولار. وجاء تصريح اوبوتشي بينما ذكرت صحف يابانية ان الىابان قد تؤجل دفع القرض الى ما بعد نيسان مع تزايد الغموض في شأن معالجة اندونيسيا لمشكلاتها المالىة. وقال اوبوتشي "ننوي المضي قدماً في خططنا الموضوعة" وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان اوبوتشي كان يشير الى المساعدة البالغة 20 بليون ين التي وعدت الىابان بتقديمها لاندونيسيا لمساعدتها على التغلب على ازمتها الاقتصادية. وتكهنت وسائل اعلام يابانية بان طوكيو ربما تؤجل تقديم القرض على أمل دفع اندونيسيا الى تنفيذ اصلاحات أوصى بها صندوق النقد الدولي. ووقعت الىابان اتفاقاً مع اندونيسيا في الثالث من الشهر الجاري لتقديم الاموال لمساعدة الاندونيسيين على شراء حاجاتهم الىومية التي قفزت أسعارها مع هبوط الروبية الاندونيسية بشكل حاد. ومن ناحية اخري ذكرت وسائل اعلام يابانية ان يوسف حبيبي الرجل الذي اختاره سوهارتو امس ليصبح نائباً للرئيس يرغب في زيارة الىابان هذا الشهر لمناقشة المساعدة الىابانية. وقالت وزارة الخارجية في طوكيو انه لا توجد اي خطط لمثل هذه الزيارة. ومن المتوقع ان يتم انتخاب حبيبي الذي يشغل منصب وزير الابحاث والتكنولوجيا نائباً للرئيس اليوم.