حذر الرئيس الروسي بوريس يلتسن عمال المناجم من "الضغط" على الحكومة وقال إن الاضرابات "تجاوزت الحد المعقول" وألحقت أضراراً فادحة بالاقتصاد. وأكد أن الوضع في روسيا "ليس سهلاً، لكنه ليس دراماتيكياً". وفي داغستان ساد هدوء حذر بعد اشتباكات الخميس التي قال عنها رئيس مجلس الدولة إنها كانت "تمرداً لقلب نظام الحكم". ووجه يلتسن أمس الجمعة خطاباً إلى الشعب قال فيه إن الاضرابات وتعطيل حركة القطارات أدت إلى توقف مصانع لم تعد تستلم ما تحتاجه من خامات ووقود، وإلى انقطاع المواد الغذائية والأدوية عن مناطق واسعة. وأضاف ان هناك قوى تحرض العمال وتدفعهم إلى رفع شعار "الحصول على كل شيء دفعة واحدة"، في إشارة إلى مطالب المضربين بتسديد جميع مرتباتهم المؤجلة. وذكر الرئيس ان الدولة لن تصدر سيولة غير مغطاة، كما أنها لن تأخذ أموالاً من قطاعات أخرى لإسكات عمال المناجم، وحذر الأخيرين من أنه "لا جدوى من محاولات ليّ ذراع الحكومة". واتهم يلتسن الشيوعيين بالسعي إلى "ركوب موجة التمرد والثورة". وبحث يلتسن مع رئيس النيابة العامة يوري سكوارتوف الوضع في مناجم الفحم، وقال إن "حروباً كاملة" كانت تجري قبل سنوات بين الشرطة والمدنيين. وأضاف "لا نريد مثل هذا الوضع، واعتقد اننا سنتمكن من تفاديه". وشدد على أن الأوضاع في روسيا حالياً "ليست سهلة" ورفض استخدام تعبير "أزمة" للحديث عنها، ووعد باتخاذ سلسلة اجراءات لمعالجتها بالتعاون مع البرلمان. وفي هذا الاطار توجه نائبا رئيس الوزراء بوريس نيمتسوف واوليغ سيسويف إلى مناطق انتاج الفحم ودعوا بالشروع في تسديد الديون المترتبة على الدولة، ولكن نيمتسوف حذر من أن الحكومة "لن تخضع للابتزاز". وذكر سيسويف ان العمال وعدوا بالسماح بمرور البضائع "الاستراتيجية" وتخفيف الحصار المفروض على السكك الحديد. ولكن قيادة اتحاد النقابات ذكرت ان العمال يريدون الحصول على ضمانات بأن الديون ستسدد بالكامل قبل انقضاء شهر حزيران يونيو. وذكر نائب رئيس الاتحاد اليكسي سوريكوف ان في ذمة الدولة ديوناً قيمتها زهاء عشرة بلايين دولار، وقال إنها اذا لم تسدد، فإن النقابات ستنظم اضراباً وطنياً عاماً في جميع اتحاد روسيا. وأعلن أمس ان مجلس الأمن القومي سيعقد الاثنين جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع في قطاع الفحم والأحداث الأخيرة في داغستان. وكان مسلحون من أنصار رئيس اتحاد مسلمي روسيا نادر خاتشيلايف احتلوا مقر الحكومة ومجلس الدولة أعلى هيئة للسلطة الخميس، ثم انسحبوا منه بعد اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة النارية. وعقد مجلس الدولة أمس الجمعة اجتماعاً حضره وزير الداخلية الروسي سيرغي ستيباشين وقائد قوات القوقاز أعلن أثره عن إقالة وزير الداخلية الداغستاني ومسؤولين آخرين. وذكر رئيس مجلس الدولة محمد محمدوف أن ما حصل كان "تمرداً يهدف إلى تغيير النظام الدستوري"، وأضاف ان داغستان كانت "على حافة حرب أهلية".