عطّل عمال المناجم امس الجمعة حركة القطارات على الطريق الرئيسي عبر سيبيريا واحتجزوا عدداً من المسؤولين ضمن حركة احتجاج للمطالبة بدفع اجورهم. وأوقف البرلمان اجتماعاته وقرر استدعاء رئيس الوزراء، فيما اعلن ممثل الحكومة ان الشيوعيين يريدون "زعزعة الاستقرار السياسي". وزاد التوتر في مناطق انتاج الفحم بعد فشل مفاوضات بين الحكومة والعمال لتسديد اجور متراكمة منذ اشهر. واعلن عمال عدد من المناجم اضراباً عن الطعام فيما احتجز آخرون محافظ مدينة فوركوتا السيبيرية ايغور شبيكتور ومدراء مناجم الفحم في المنطقة. وتجمع 50 قطاراً قرب مدينة انجيروسوجيتسك بعدما تجمّع آلاف من العمال وعائلاتهم عند خط السكك الحديد. وخوفاً من الاشتباكات لم تحاول الشرطة تفريقهم الا انها فرضت حراسة مشددة على القطارات خشية وقوع صدام بين الركاب وعمال المناجم. وذكر نائب رئيس نقابة عمال المناجم ايفان موخناتشوك ان "الصبر قد ينفد" وحذّر من ان العمال قد ينتقلون الى موسكو للاحتجاج على اوضاع وصفها بأنها غير طبيعية. وأوقف البرلمان اعماله لمناقشة الوضع وتحدث وكيل وزارة الطاقة والوقود الكسندر يفتوشينكو في الجلسة واعترف بأن الوضع "معقّد"، وذكر ان دعم الدولة لقطاع الفحم تقلص عشر مرات وان الديون المتراكمة بلغت زهاء 60 بليون روبل 10 بلايين دولار منها 3.7 بليون كان ينبغي ان تدفعها الدولة كأجور. واعتبر النواب ان توضيحات يفتوشينكو غير كافية وطالبوا رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو ب "الحضور فوراً" لتقديم تقرير كامل عن الوضع. واعلن الشيوعيون الذين يشكلون اكبر كتلة برلمانية انهم سيقاطعون اعمال المجلس النيابي الى ان يستمعوا الى كيريينكو وايّدهم نواب معظم الكتل الاخرى. واعتبر ممثل الحكومة في البرلمان اندريه سبينيتوف هذا القرار "عملاً سياسياً استعراضياً" وقال ان هدف الشيوعيين منه هو "زعزعة الاستقرار" في البلد وليس معالجة المشاكل الراهنة. واضاف ان التقليد المتبع يقضي بإبلاغ رئيس الحكومة طلب الحضور الى البرلمان قبل خمسة ايام. ومن جانبه اعلن كيريينكو انه مستعد لمواجهة المجلس النيابي في حال موافقته على تعديل الموازنة وتقليص النفقات المخصصة للحكومة والبرلمان بغية تحويل المبالغ المتوفرة لمساعدة عمال المناجم.