اختتم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل زيارة رسمية لباكستان استغرقت يومين حمل خلالها رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس الباكستاني ممنون حسين ، لم يتم الإفصاح عن مضمونها. وكان الأمير سعود الفيصل التقى الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء نواز شريف ومستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشئون الامنية والخارجية سرتاج عزيز، حيث بحث مع الجانب الباكستاني جوانب العلاقات الباكستانية السعودية ومجالات التعاون بين البلدين. وجاءت زيارة الأمير سعود الفيصل في وقت تشهد فيه باكستان محاكمة الرئيس الاسبق الجنرال برويز مشرف بتهمة الخيانة العظمى ، وهو ما قاد إلى شائعات في الصحافة الباكستانية بأن الزيارة في هذا التوقيت جاءت لمحاولة انقاذ مشرف من التهم الموجهة إليه قبل النطق بالحكم عليه. لكن الأمير سعود الفيصل بدد الشائعات في مؤتمره الصحفي بالقول إن مسألة محكمة الجنرال برويز مشرف هي مسألة داخلية باكستانية ولم تتطرق المحادثات إليها بأي شكل. وكانت الخارجية الباكستانية اعلنت من أيام ان زيارة الوزير السعودي كانت معدة سابقا وهي تجري في إطار اجتماعات اللجنة الوزارية بين البلدين حيث كانت اللجنة الوزارية المشتركة عقدت اجتماعها السابق في الرياض قبل عام من الآن. وأعرب الوزير السعودي عن رغبة بلاده في المساهمة في الاستثمار في باكستان ومساعدة باكستان في تجاوز أزمتها في الطاقة دون ان يحدد الطرفان اي نوع من الاتفاقيات تمت مناقشتها او التوصل إليها خلال زيارة الأمير سعود الفيصل . وتحاول باكستان والحكومة الأفغانية اقناع المملكة العربية السعودية بفتح مكتب لطالبان أفغانستان في الرياض بديل عن مكتب الدوحة، لكن الوزير الزائر لم يتطرق مع مضيفيه في المؤتمر الصحفي إلى مصير هذه الجهود واكتفى بالقول هو وسرتاج عزيز مستشار الشئون الأمنية والخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني ان البلدين يعملان من اجل السلام في أفغانستان واتفاق الفصائل الأفغانية على حل سلمي يمنع المزيد من إراقة الدماء في الشعب الأفغاني. وسائل إعلامية باكستانية نسبت إلى مسئولين رسميين باكستانيين قبل يومين من وصول وزير الخارجية السعودي إلى اسلام أباد القول بأن باكستان تعمل على تخفيف حدة التوتر بين الرياض وطهران، وتقريب وجهات نظر البلدين، لكن مسئولي البلدين لم يتطرقا في المؤتمر الصحفي بعد انتهاء محادثات الامير سعود الفيصل إلى الحديث عن الموضوع بشكل مباشر. ويعيش في المملكة العربية السعودية اكثر من 1.5 مليون باكستاني يعملون في شتى المجالات ويصل مجموع حوالاتهم السنوية عبر البنوك الباكستانية إلى أربعة مليارات دولار وهو اعلى حوالات لباكستان من اي دولة أجنبية سنويا. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف دعا أثناء لقائه بالامير سعود الفيصل رجال الأعمال في المملكة إلى الاستثمار في شتى المجالات في باكستان ، مطلعا إياهم على خطط الحكومة للنهوض بالاقتصاد الباكستاني وإيجاد فرص عمل للشباب في باكستان .