أمَّن السكرتير السابق لمجلس الأمن القومي الكسندر ليبيد لنفسه مرتكزاً للوثوب إلى الكرملين اثر فوز كاسح حققه في انتخابات اقليم كراسنوريارسك وتقدم بنسبة 20 في المئة على المحافظ الحالي فاليري زوبوف، فيما تكبد أنصار السلطة هزيمتين اخريين في جمهورية كاريليا ومقاطعة سمولينسك. واعترف الكرملين بأن روسيا شهدت "اقتراعاً احتجاجياً" على الوضع الراهن. وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنت أمس الاثنين ان الجنرال ليبيد حصل على أكثر من 57 في المئة من الأصوات مقابل 38 لزوبوف المدعوم من موسكو. ويقع اقليم كراسنوياردسك في سيبريا ويسكنه 5،3 مليون نسمة ويشغل مساحة 2400 ألف كيلومتر مربع. وهو غني بالمعادن والأخشاب. إلا أن فوز ليبيد يكتسب أهمية استثنائية بوصفه ايذاناً ببدء حملة الانتخابات الرئاسية التي يعد الجنرال من أبرز المرشحين الذين سيخوضونها، ولكونه يمثل "قوة ثالثة" ترفض السلطة الحالية من جهة. وتقلص من احتمالات عودة الشيوعيين إلى الحكم من جهة أخرى. ورغم اعلان ليبيد عشية الانتخابات أنه لا ينوي الترشيح للرئاسة، إلا أنه ذكر اثر ظهور النتائج، أنه "مستعد خوض المعركة إذا وجد ان ثمة حاجة" إليه. وأجمع الساسة والمراقبون على أن الجنرال سيكون من المرشحين الأقوياء، إلا أنهم اختلفوا في تقويم حظوظه. وذكر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان انتخابات كراسنويارسك أسفرت عن "مصيبة لروسيا"، وأضاف ان ليبيد يمكن أن يتزعم موجة الاستياء من الرئيس الحالي بوريس يلتسن. ويذكر ان الجنرال كان احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية عام 1996، وتحالف مع يلتسن الذي عينه سكرتيراً لمجلس الأمن القومي، إلا أنه تخلى عنه بعد توقيع ليبيد اتفاقية السلام مع الشيشانيين وتعاظم نفوذ الجنرال. ولوحظ أن ليبيد لم يستغل الحملة الانتخابية لمواصلة هجومه على يلتسن، وأعلن أمس أنه "لا يكظم غيظاً"، ومستعد لتناسي الماضي ومقابلة الرئيس.