بدأت في الخرطوم أمس مفاوضات ماليزية - سودانية وسط اهتمام اعلامي وسياسي كبير بزيارة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد للعاصمة السودانية. وترأس مهاتير والرئيس السوداني عمر البشير جلسة محادثات تناولت العلاقات السياسية والاقتصادية المتنامية بين البلدين، اللذين يرتبطان بعلاقات تشمل تبادل الدعم للمواقف السودانية والماليزية والاستثمار الماليزي في مجالات عدة في السودان أبرزها في قطاع النفط. ودعا البشير الدول الاسلامية في كلمة القاها في افتتاح المحادثات الى "التعاضد والتوحد لمواجهة استهداف النظام العالمي الجديد لها". وشدد على ضرورة بدء حوار بين الحضارات والديانات المختلفة. وأشاد الرئيس السوداني ب "المواقف الماليزية على الساحتين الدولية والاقليمية، وإبرازها لوجه الاسلام عالمياً". ووقع البشير ومهاتير أمس على ثلاثة اتفاقات تعاون، الأول يتناول تشكيل لجنة وزارية مشتركة تجتمع في فترات محددة وتشكيل لجان متخصصة في مجالات التعاون المختلفة. ويركز الاتفاق الثاني على تنشيط التبادل التجاري. ويتناول الثالث تشجيع الاستثمار. ويغادر مهاتير الخرطوم الى بلاده مساء اليوم في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها الى البشير، كلاً من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ورئيس البرلمان الأمين العام لپ"المؤتمر الوطني" التنظيم السياسي الحاكم الدكتور حسن الترابي. وقال الترابي لپ"الحياة" انه عرض لمهاتير "التطورات الاقتصادية والسياسية في البلاد التي واكبتها تطورات دستورية حتى يكمل السودان مع مشارف القرن المقبل قمة تطوره الجديد". وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان لپ"الحياة" ان المحادثات الماليزية - السودانية "تعرضت للمحاور السياسية والاقتصادية في العلاقات بين البلدين، وأكدت الدور الماليزي المرتقب في دعم الاقتصاد السوداني وتطويره". وأشار عثمان الى تزايد الاستثمارات الماليزية في السودان مؤكداً انها "ستتزايد اكثر بعد توقيع الاتفاقات الثلاثة". وقال وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين لپ"الحياة" ان الزيارة "تمثل تغييراً نوعياً في طبيعة العلاقات بين الدول النامية من شأنه ان يعطي بعداً جديداً لنظام العلاقات الدولية وتدفع مساعي الدولتين الى تقويم العلاقات الدولية وإقامتها على أساس مصالح الشعوب".