جاكرتا، القاهرة - أ ف ب، رويترز، أ ب - بدا الوضع في اندونيسيا على شفا الانهيار أمس إذ قطع الرئيس الاندونيسي سوهارتو زيارته للقاهرة وعاد الى بلاده، قبل يوم واحد من الموعد المقرر، ليواجه وضعاً أمنياً خطيراً. واعترف وزير الدفاع الاندونيسي الجنرال ويرانتو بأن الوضع "يخرج عن السيطرة". في غضون ذلك استمرت التظاهرات والاشتباكات بين المطالبين باصلاحات سياسية من جهة، وقوات الشرطة والأمن والجيش من جهة أخرى، بينما خاضت حشود من الناس معارك شوارع وقامت بأعمال نهب وأشعلت حرائق في عشرات المباني في جاكرتا التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. تفاصيل اخرى ص7 واستمرت التظاهرات والاشتباكات طوال الليل وقطعت شوارع واقيمت متاريس واستخدم المتظاهرون الحجارة ضد الشرطة التي ردت بدورها بتوجيه خراطيم المياه واطلاق النار عليهم ما أدى الى إصابة عشرة أشخاص على الأقل بجروح بليغة بعد يوم واحد على سقوط ستة قتلى من الطلاب نتيجة اطلاق النار على تظاهرات للطلاب في جاكرتا. وفي بيان وجهه عبر شبكات التلفزيون الاندونيسية، أعرب نائب الرئيس بهار الدين حبيبي عن "تعازيه العميقة" لعائلات الضحايا ودعا الشعب البالغ عدده 200 مليون نسمة الى ضبط النفس. الى ذلك ذكرت تقارير صحافية لم تتأكد رسميا ان شركات أجنبية تعمل في أندونيسيا تنوي إجلاء موظفيها وعائلاتهم في الوقت الذي انخفض سعر الروبية بنسبة 15 في المئة نتيجة الاضطرابات التي تعم البلاد، بينما هبطت قيمة السندات بنسبة ثمانية في المئة. وتعرضت للنهب بعد الفجر مباشرة محلات ومنازل في حي يقع غرب جاكرتا أغلب سكانه من أصل صيني. ويشكل الصينيون أقلية صغيرة من سكان اندونيسيا لكنها تعتبر ميسورة وتمارس التجارة في شكل أساسي وغالباً ما يتحول أبناؤها أكباش فداء عندما يتزعزع الاستقرار. وانضم الى الطلاب المحتجين زعماء بارزون للمعارضة في مقدمهم ميغاواتي سوكارنو بوتري، إبنة الرئيس الراحل مؤسس الجمهورية الاندونيسية أحمد سوكارنو الذي أطاحه سوهارتو في انقلاب عسكري دموي في 1964. وقالت ميغاواتي، التي أدت إطاحتها من زعامة حزب معارض وفرض قيادة موالية لسوهارتو عليه الى اضطرابات في 1996: "نحن شعب مسالم، ولكن ما نريده أكثر من أي شيء آخر هو حقنا في الحرية". وقال زعيم أكبر التنظيمات الاسلامية أمين ريس: "علينا أن نواصل الاحتجاجات حتى تتحقق الاصلاحات". وحذر ريس من أن الرئيس الاندونيسي يواجه خيارين: إجراء إصلاحات سياسية أو الاستقالة.