جاكارتا - رويترز، أ ف ب - اكد قادة الطلبة في اندونيسيا عزمهم على مواصلة الاحتجاجات حتى يتنحى الرئيس سوهارتو عن الحكم، متجاهلين دعوة الى الهدوء وجهها اليهم قبل مغادرته الى مصر في زيارة تستغرق اسبوعا. وظهر ان قطاعات اخرى تستعد للانضمام الى التظاهرات الطلابية. ونقلت صحيفة "جاكارتا بوست" امس الاحد عن احد قادة الطلبة قوله: "سنواصل احتجاجاتنا حتى تتولى قيادة جديدة ادارة البلاد ويتم تطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية شاملة". وقال قائد طلابي آخر: "ستستمر التظاهرات حتى يتنحى سوهارتو. سنقاتل حتى النهاية"، فيما رأى رفيق له ان "الاصلاحات لن تطبق الا بعد رحيل سوهارتو". وكان الرئيس الاندونيسي دعا قبيل سفره اول من امس الى الهدوء واعتبر ان الاستقرار ضروري كي تستطيع البلاد الخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة، مشيرا الى ان العداد للاصلاحات السياسية يمكن ان يبدأ على الفور. وعلى الرغم من اذاعة تصريحات سوهارتو فإن التظاهرات المطالبة باصلاحات فورية استمرت في عدد من المدن وتخلل بعضها أعمال عنف. وفي وقت ازدادت المواجهات مع قوى الامن، عمد عناصرها والمموظفون في الادارات العامة الى التخلي عن ثيابهم الرسمية وغيروا لوحات التسجيل على سياراتهم حتى لا يكونون عرضة لاعتداءات. وذكرت "جاكرتا بوست" ان الموظفين باتوا يرفضون ارتداء ثيابهم الرسمية لان السكان يعتبرونهم فاسدين. وفي الاطار ذاته عمد هؤلاء الى إبدال لوحات التسجيل الحمراء الرسمية بلوحات تسجيل سوداء عادية على سياراتهم بل ان بعضهم تخلى عن سيارات الليموزين واعتمد سيارات أكثر تواضعا. وكان ضابط في جهاز استخبارات الجيش قتل اول من امس السبت بعدما قذفه متظاهرون بالحجارة خلال مواجهات في بوغور 50 كيلومترا الى الجنوب من جاكارتا. وكان هذا الضابط الضحية الاولى في صفوف قوى الامن منذ بدء التظاهرات احتجاجا على ارتفاع الاسعار. في الوقت نفسه اعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها الشديد ازاء الوضع السياسي في اندونيسيا، ودعت سوهارتو الى ممارسة ضبط النفس في التعامل مع الاضطرابات الاجتماعية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في مؤتمر صحافي عقب جلسة مشتركة لوزراء مجموعة الثماني: "اننا قلقون للغاية بشأن ما يحدث في اندونيسيا". وقال وزير الخزانة الاميركي روبرت روبن انه سيؤخذ في الاعتبار سجل حقوق الانسان في اطار المساعي التي يقوم بها المجتمع الدولي لاعادة الاستقرار المالي الى اندونيسيا. واضاف: "ان الطريق الصحيح هو تنفيذ برنامج جيد وقوي لصندوق النقد الدولي. واتخذت اندونيسيا خطوات ولكن ما زال أمامها كثير من التحديات". وتستعد اندونيسيا لاسبوع جديد من التظاهرات وأعمال العنف في وقت يبدو ان جزءا كبيرا من السكان يعتزم الانضمام الى التظاهرات الطلابية. وللمرة الاولى منذ بدء التحركات الطالبية في شباط فبراير الماضي، شهد الاسبوع الماضي أعمالا دموية. وأفادت حصيلة نشرتها الصحف أن ثمانية أشخاص توفوا خلال المواجهات. وجرح مئات آخرون بعضهم في حال خطرة في مدينة ميدان شمال البلاد التي تشهد مواجهات وعمليات نهب منذ أربعة أيام، وكذلك في سولو ويوجياكارتا في جزيرة جاوا. وتتجاوز تظاهرات الطلاب شيئا فشيئا حرم الجامعات وخصوصا منذ الاعلان عن ارتفاع جديد في الاسعار لا سيما أسعار المحروقات والنقل. وتحول الوضع الى فوضى ومواجهات وعمليات نهب في ميدان العاصمة التجارية لسومطرة ما أثار الهلع لدى السكان. ونقلت شركة "فرانس تيليكوم" نحو 25 من العاملين لديها وعائلاتهم جوا الى سنغافورة. وتوسعت دائرة أعمال العنف لتطاول مناطق عدة في شمال سومطرة حيث انتظم السكان في مجموعات للدفاع الذاتي مسلحين بالعصي والسكاكين، ونصبوا حواجز على الطرقات المؤدية الى أحيائهم وقراهم. ولم تمنع هذه الموجة من التظاهرات وحركات الاحتجاج التي بدأت تشمل الطبقة السياسية، سوهارتو من التوجه الى القاهرة للقيام بزيارة رسمية. وقال محللون اندونيسيون ان سوهارتو الذي يمسك السلطة بيد من حديد منذ 32 عاما، أراد بذلك القول انه لا يعير اهتماما للتظاهرات وأنها لن تحمله على اعادة النظر في خطط سفره.