انتقل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الى دمشق مجدداً امس لإطلاع كبار المسؤولين السوريين على نتائج اجتماعه بعد ظهر الاحد مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يلتقي اليوم الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان ويبحث معه في عدد من الشؤون الدولية، بينها الموقف من العرض الاسرائيلي تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425 مشروطاً بالتفاوض على ترتيبات امنية. واستعيض عن اللقاء الذي تحدثت عنه الانباء الصحافية بين الحريري وأنان امس في باريس، بالاكتفاء بتأكيد رئيس الحكومة الملاحظات اللبنانية الرافضة اي تفاوض مع اسرائيل على ترتيبات امنية في اطار تنفيذ القرار 425، من جهة، وبتوجه الحريري الى بيروت صباح امس ومن ثم الى العاصمة السورية لمزيد من التشاور. وقالت مصادر وزارية ان تأجيل لقاء الحريري وأنان الى اجل غير مسمى، جاء بعد مشاورات انتهت الى ان تأجيل قمة واشنطن التي يوجب تأجيل اللقاء مع أنان، خصوصاً ان التركيز الآن هو على تذليل العقبات على المسار الفلسطيني من جانب الولاياتالمتحدة. وتأجل اجتماع الحريري بأنان، بعد لقاء الاول مع الرئيس الفرنسي الاحد ليلاً. الا ان مكتب الاممالمتحدة في باريس افاد ان الغاء اللقاء عائد الى جدول المواعيد. وأوضح ان الحريري الذي كان مقرراً ان يعود الى بيروت اليوم اضطر الى العودة صباح امس "لذا فإن اللقاء لن يحصل". وفي نيويورك، نفى الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خوان كارلوس براندت، التقارير الصحافية التي افادت ان الغاء اللقاء بين كوفي انان ورئيس حكومة لبنان السيد رفيق الحريري جاء بلا سبب. وقال ان الحريري طلب اللقاء بأنان وتم الاتفاق على عقده مساء امس الاثنين في باريس، الا ان الحريري اضطر للمغادرة صباح الاثنين، مما ادى الى استحالة اللقاء. وزاد الناطق ان الحريري اعتذر من انان "وأعرب عن رغبته في عقد اللقاء في نيويورك" بعد استحالة عقده في باريس. بويز الى ذلك، علّق وزير الخارجية فارس بويز امس على الغاء قمة واشنطن فقال "ان الامور انكشفت واصبح واضحاً ان نتانياهو، منذ انتخب، يرفض السلام، ولن يسمح بان ينجح". وأبدى تشاؤمه بتطور الامور في عملية السلام "على رغم ان البعض حاول فعلاً الايحاء، في مراحل عدة، انها لا تزال على النار وانها تفتح آمالاً معينة للتوصل الى حل معين". وأعرب عن اعتقاده "ان حكومة اسرائيل كان هدفها العام الماضي المناورة الاعلامية، اكثر مما كان همها التوصل الى سلام عادل وشامل وحقيقي". واضاف "عندما أوحت اسرائيل بقبول الحد الادنى الذي طرحته الولاياتالمتحدة تبيّن ايضاً ان هذا الحد الادنى مرفوض. والكرة الآن في ملعب الولاياتالمتحدة". وسأل "أي مدى ستتمكن الادارة الاميركية المدركة حقيقة الامر والمدركة دورها كقوة عظمى مؤتمنة على حق وعدل ومتابعة عملية السلام بصفتها راعية للعملية السلمية، من تطبيق سياستها؟ نحن لا نطالبها بتطبيق السياسة العربية بل بتطبيق سياسة سيادة اميركية وسياسة رأي اميركي حيال هذا الموضوع. ونخشى فعلاً ان تؤثر الضغوطات الاسرائىلية عبر التجمعات او اللوبيات في الولاياتالمتحدة وعبر مجلس الشيوخ في قرارات السلطة التنفيذية الاميركية، معطلة دورها". وتابع "اصبح من الواضح من يخرب عملية السلام ومن يناور فيها محاولاً تفريغ السلام من كل مضامينه ويعود الآن الى الولاياتالمتحدة ان تقرر هل تريد فعلاً متابعة دورها كراع لهذه العملية مطبقة المبادىء التي وضعتها هي في عملية السلام منذ انطلاقتها او ان الهيمنة الاسرائىلية على بعض المحاور في الحياة السياسية الداخلية هي أقوى من قرار هذا الجبار". وعن عدم لقاء أنان والحريري في باريس، قال ان رئيس الحكومة عرض عليه السفر معه، فأجابه "ان لا ضرورة لذلك ما دام الامين العام لا يحمل جديداً وما دامت زيارته لفرنسا لموضوع آخر، ولا داعي لان نقلق الناس او نوحي بان ثمة جديداً، لذا لم أكن متحمساً للقاء خصوصاً اننا أبلغناه موقفنا عندما زار بيروت وعبر الرسالة الخطية السياسية القانونية التي بعثت بها اليه". ودعا الى وجوب انتظار لقاء أنان ونتانياهو "وعندها لكل حادث حديث". الى ذلك، اعلن سفير روسيا في لبنان أوليغ بريسبكين امس "ان الموفد الخاص لعملية السلام فيكتور بوسوفاليوك سيزور بيروت غداً الاربعاء، لاجراء محادثات مع الوزير بويز تتعلق بالاقتراح الاسرائىلي من القرار الدولي الرقم 425 والتصورات اللبنانية والروسية في هذا المجال". وقال ان بوسوفاليوك طلب مواعيد مع الرؤساء الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري "وقد لا يلتقيهم لضيق الوقت". واوضح انه سيزور دمشق بعد بيروت. وقال بيرسبكين ان موقف روسياولبنان من الاقتراح الاسرائىلي "واحد" لكنه أردف "ان الموقف يتغير دائماً"، آخذاً في الاعتبار التطورات في المنطقة". وشدد السفير البريطاني في لبنان ديفيد روس ماكلينان على "ضرورة استمرار العمل لدفع عملية السلام الى الامام"، مبدياً قلقه الشديد من الجمود الحاصل فيها. وكان ماكلينان سلّم الامين العام للخارجية ظافر الحسن نسخة عن الاعلان الصادر في ختام اجتماعات وزراء الخارجية والمال في الدول الصناعية الثماني الكبرى في بريطانيا اخيراً.