اثار قرار محكمة الاحزاب المصرية اول من امس برفض طعن مؤسسي حزب "الوسط" في قرار لجنة شؤون الاحزاب رفض منح هذا الحزب ترخيصا ردود فعل واسعة في الاوساط السياسية المصرية. وفيما ابدى مراقبون مخاوف من ان يؤدي الحكم الى حدوث حالة من الاحباط لدى قطاعات من الشباب الراغب في مزاولة عمل سياسي شرعي وفقا للقانون، اعلن وكيل مؤسسي حزب "الوسط" المهندس ابو العلا ماضي ان هؤلاء يدرسون حاليا خطوات التحرك خلال المرحلة المقبلة، و ان موقفهم سيعلن في غضون ايام. وعقد ماضي اجتماعا امس مع عدد من مؤسسي الحزب حضرته "الحياة" تناول البدائل المطروحة للعمل مستقبلا، وناقش الموقف من جماعة "الاخوان المسلمين"، فأجمع المشاركون على الرفض القاطع للعودة الى عضوية الجماعة التي حملتها غالبيتهم جزءا كبيرا من المسؤولية عن النتيجة التي وصلوا اليها بعد الضغط الذي مارسه قادة "الاخوان" على عدد من المشاركين في تأسيس الحزب واجبروهم على الانسحاب من عضويته . وقال ماضي ل "الحياة": "نحن توقعنا قرار الرفض عدم وجود تميز في برنامجه عن برامج الاحزاب القائمة، لكننا فوجئنا بالمبرر الذي قدمته المحكمة. فهناك احزاب كثيرة رفضت من محكمة الاحزاب لعدم تميز برامجها لكن حين تجمع الاوساط السياسية والثقافية محليا ودوليا على ان برنامجنا متميز وتقول المحكمة غير ذلك فإن ذلك يكون مفاجأة". واعتبر ماضي ان الحكم "اكد كذب ادعاءات اطلقها قادة في الاخوان اثناء مرحلة نظر الطعن امام المحكمة من ان مؤسسي الحزب أداة في ايدي الحكومة بهدف ضرب جماعة الاخوان المسلمين". لكنه اضاف: "عموما نحن طوينا صفحة الاخوان المسلمين ورمينا بالخلاف مع بعض قادة الجماعة خلف ظهورنا وننظر حاليا الى المستقبل". ولفت الى ان المؤسسين "ارادوا كسر الحصار وممارسة تجربة سياسية من خلال مشروع حقق رواجا وقبولا في كل الاوساط، لكن المناخ السياسي لم يسمح لهم بذلك". وتابع: "رغم كل الصعوبات، نحن لم نفشل وافادتنا التجربة كثيرا وسنتفادى في المرحلة المقبلة الوقوع في اخطاء الماضي ولن يستغرقنا الجدل والخلاف مع من ارادوا ضربنا بشتى الطرق". من جهته، رفض نائب المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي التعليق على الحكم، واكتفى بالقول: "بصفة عامة نحن مع حرية تأسيس الاحزاب، ولكن قضية حزب الوسط نحن لا نريد الخوض فيها". وسئل عما اذا كانت الجماعة ستقبل عودة من اقيلوا او استقالوا من عضويتها ممن اصروا على الاستمرار في اجراءات تأسيس الحزب، فقال: "هم يسألون في ذلك وليس نحن".