تعقد محكمة الأحزاب المصرية برئاسة المستشار علي الخادم جلسة غداً للنظر في طعن قدمه مؤسسو حزب "الوسط" ضد قرار أصدرته لجنة شؤون الاحزاب قبل نحو سنتين برفض منح الحزب ترخيصاً بمزاولة نشاط سياسي. وينتظر أن تحدد المحكمة موعد النطق بالحكم في القضية، على ان تخصص جلسة اليوم لسماع رد هيئة الدفاع عن الحزب على مذكرة قدمتها الحكومة الى المحكمة طالبت فيها المحكمة رفض الطعن استناداً الى الاجراءات التي قامت بها جماعة "الإخوان المسلمين"، بالضغوط على أعداد من المؤسسين ودفعهم الى الانسحاب من عضوية الحزب ما اسفر عن قيام اكثر من 50 منهم بإلغاء توكيلات منحوها الى وكيل المؤسسين المهندس ابو العلا ماضي. وافادت مصادر في هيئة الدفاع أنه سيتم تسليم المحكمة مذكرة للرد على ما جاء في مذكرة الحكومة تتضمن أدلة على أن المنسحبين تعرضوا لضغوط من جانب "الإخوان" لإرغامهم على الانسحاب اعتقاداً من قادة "الإخوان" أن ذلك سيدفع بالمحكمة الى رفض الطعن من حيث الشكل وتفادياً لقيام المحكمة بمناقشة السبب الذي استندت اليه لجنة الاحزاب في رفضها منح الحزب ترخيصاً وهو "عدم تميز برنامج الحزب عن برامج الاحزاب القائمة". واضافت المصادر أن الدفاع سيطالب المحكمة اعتماد اكثر من 80 اسماً ضمن لائحة المؤسسين وقع اصحابها اقرارات جديدة بالانضمام الى الحزب بدلاً من المنسحبين، مشيرة الى أن بين هؤلاء شخصيات عامة استقالوا من عضوية جماعة "الاخوان المسلمين" احتجاجاً على الاسلوب الذي تعامل به قادة الجماعة مع قضية الحزب. من جهته أكد ماضي اصرار المؤسسين على المضي في اجراءات تأسيس الحزب على الرغم من المعوقات التي تواجهه. وقال ماضي لپ"الحياة": "مع الأسف فإن الحرب التي يتعرض لها الحزب جاءت من جانب بعض قادة الاخوان في حين أننا كنا نتوقع أن نواجه صعوبات من جانب الحكومة. وحتى الآن فإن محكمة الاحزاب لم تتطرق الى مناقشة برنامج الحزب، وما إذا كان متميزاً عن برامج الاحزاب القائمة أم لا، وذلك بسبب الدوامة التي أدخلنا فيها الاجراء الذي قام به قادة الاخوان". واضاف "نحن متفائلون بأن المحكمة ستتبين أن المنسحبين تعرضوا لضغوط ولم ينسحبوا طواعية وأن برنامج الحزب جاء معبراً عن آمال قطاع عريض من شباب الامة، وأن من حق هؤلاء أن يمارسوا العمل السياسي وفقاً للقواعد والقوانين المعمول بها في البلاد". ورداً على سؤال عن رد فعل المؤسسين في حال رفض الطعن، قال ماضي: "من الافضل عدم استباق الاحداث وانتظار حكم المحكمة. لكن في كل الاحوال لن نعود الى الوراء وسنستفيد من اخطائنا وسنواصل محاولاتنا لتأسيس حزب يعبر عنا"، واعتبر أن فكرة الحزب "حققت نجاحاً كبيراً في الاوساط السياسية المصرية"، واضاف "خلال اللقاءات والمؤتمرات والندوات التي شارك فيها مؤسسو الحزب مع القوى السياسية الاخرى، باستثناء الاخوان، وجدنا ترحيباً بالمشروع. ورغم طول الفترة التي مضت منذ تقديم طلب التأسيس الى لجنة شؤون الاحزاب من دون أن نحصل على الترخيص إلا أن المحصلة جاءت ايجابية والوضع الحالي افضل مئات المرات من وضعنا قبل تقديم الطلب".