يتيح اجتماع رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان المقرر اليوم في العاصمة الفرنسية فرصة جديدة للبنان لشرح موقفه من اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي القاضي بتنفيذ مشروط للقرار الدولي الرقم 425. ويأتي اجتماع الرئيس الحريري وأنان عشية لقاء الأخير غداً بالرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي نصح رئيس الحكومة اللبنانية بضرورة عقد هذا الاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة لشرح موقف لبنان على نحو يكسبه تأييداً عالمياً وتفهماً دولياً لوجهة نظره في موازاة قيام اسرائيل بتسويق اقتراح موردخاي بشكل يظهر لبنان كأنه رافض لتنفيذ القرار 425. وفي معلومات "الحياة" ان فكرة اجتماع الحريري وأنان في باريس طرحت قبل 48 ساعة، وأن الرئيس شيراك شخصياً نصح بأهمية اللقاء انطلاقاً من أن باريس تدعم الموقف اللبناني - السوري المشترك من الاقتراح الإسرائيلي وتتفهم في العمق كل الدوافع اللبنانية الرافضة له، لكنها تطلب من لبنان التواصل مع الأممالمتحدة والأطراف الدولية في مواجهة التحرك الاسرائيلي لدى الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي. كما أن باريس كانت طلبت من لبنان ان يساعدها في شرح موقفه، كي يتسنى لها مساعدته، لأنه من دون الاطلال على الرأي العام العالمي بوجهة نظر متكاملة تكسبه تأييده، لا يمكنها مساعدته. وقبل ان يغادر الحريري أمس الى باريس، قام بزيارة خاطفة الى دمشق التقى خلالها نائب رئيس الجمهورية السورية عبدالحليم خدام في حضور عدد من كبار المسؤولين السوريين في مقدمهم رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد أول حكمت الشهابي ووزير الخارجية فاروق الشرع. وكان الحريري تشاور هاتفياً مع رئيس الجمهورية الياس الهراوي الموجود في الفاتيكان ووزير الخارجية فارس بويز. واعتبرت مصادر رسمية لبنانية ان محادثات الحريري في دمشق، هي للتشاور والتنسيق على قاعدة وحدة الموقف من الاقتراح الإسرائيلي وأن الجانبين رأيا في لقاء الحريري وأنان فرصة لمزيد من شرح وجهة النظر اللبنانية والدفاع عنها. ولم تؤكد المصادر ما إذا كان الحريري سيغتنم وجوده في باريس، للقاء كبار المسؤولين الفرنسيين وقالت ان احتمالات اللقاءات مفتوحة وربما تتوج باجتماع مع الرئيس شيراك. الى ذلك وفي حوار مفتوح مساء أول من أمس مع المشاركين في المؤتمر الرابع لأسواق رأس المال العربية أكد الحريري ان ما يحكم العلاقة بين لبنان وإسرائيل هو القرار 425 الداعي الى انسحاب اسرائيل غير المشروط من الأراضي اللبنانية، ولا يمكن للبنان أن يقبل بالشروط التي وضعتها لتنفيذ القرار وقال: عندما طرح موضوع الاعتراف الإسرائيلي بالقرار قلنا لإسرائيل بواسطة الأميركيين والفرنسيين أنه طالما تأخرت اسرائيل 20 عاماً في الاعتراف بالقرار فلتتفضل وتنسحب الآن، وحتى الآن لم يأتنا أي تأكيد على رغبة اسرائيل الجادة في الانسحاب وهي تصر على الشروط التي وضعتها ولبنان لن يقبلها.