أكد رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس ان موقف مصر "مطابق للموقف اللبناني وداعم له" في شأن العرض الاسرائيلي تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425 مشروطاً بالترتيبات والضمانات الامنية وتسوية أوضاع "جيش لبنانالجنوبي". راجع ص 2 وفيما يزور الحريري القاهرة لمدة ثلاثة ايام، في اطار التحرّك الرسمي لعرض موقف لبنان من طروحات اسرائيل، أكدت مصادر رسمية لبنانية ل "الحياة" ان نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع سيزوران ايران السبت المقبل، في اطار التنسيق بين دمشق وطهران في شأن التطورات الاقليمية، خصوصاً الموقف من العرض الاسرائىلي. ورجّحت المصادر أن ينقل خدام والشرع رسالة من الرئيس حافظ الاسد الى الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي تتناول المواقف من العرض الاسرائىلي والتحرّك اللبناني - السوري المشترك في مواجهة الحملة الديبلوماسية الاسرائىلية لتسويقه. وكان وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي زار دمشق وبيروت نهاية الشهر الماضي، وتبنّى وجهة النظر اللبنانية - السورية حيال العرض الاسرائىلي. وكرر الحريري في القاهرة امس نفيه وجود ضغط اميركي على لبنان من اجل التفاوض على القرار 425، مشيراً الى ان الفرنسيين والاميركيين "نقلوا الينا مبادرة وزير الدفاع الاسرائىلي اسحق موردخاي وانه لأمر طبيعي أن تشجع دولة، عندما تنقل هذه المبادرة، على الأخذ بها من دون ان يكون هناك اي ضغط". وعن تصريحات وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين الداعية الى تعاطي سورية ولبنان بايجابية مع الطرح الاسرائيلي قال: "نحن أبلغنا الاميركيين اننا مع جزء من الاقتراح الاسرائيلي وهو الاعتراف بالقرار 425 وانسحاب اسرائيل من دون قيد أو شرط. وطلبنا من الولاياتالمتحدة المساعدة على تحقيق ذلك". لكنه اكد رفض الشروط الاسرائيلية قائلاً "ان موافقة لبنان على الجلوس الى طاولة المفاوضات ومناقشة الشروط يعني في المبدأ انه قبل البحث فيها ويعني اننا نقبل ربعها أو نصفها أو ثلاثة ارباعها ونحن نعتقد ان هذا يمسّ بسيادتنا وحقوقنا". وكرّر التأكيد ان هناك فرصة كبيرة الآن حتى يعود جميع الافرقاء الى طاولة المفاوضات من اجل السلام، لاستئنافها من النقطة التي انتهت اليها، مشيراً الى المسارين اللبناني - الاسرائىلي والسوري - الاسرائىلي، ومعتبراً ان السلام الشامل هو الذي يحقق الأمن الذي تطالب به اسرائيل. وفي المساء نفى الرئيس الحريري ما تردد عن حدوث اتصالات سرية بين بلاده واسرائيل، "وأجزم انه ليست هناك مفاوضات سرية قام بها اي مسؤول لبناني مع اسرائيل". وقال في ندوة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة "ان لبنان مستعد للسير في عملية السلام بوضوح وشفافية وفي وضح النهار". وشدد على انه ليست لدينا اجتماعات سرية. ولفت الى ان اسرائيل تقوم دائماً بأمرين أولهما المطالبة باجتماعات سرية او الايحاء بأن هناك اجتماعات سرية. وقال "نحن نرفض ذلك لأن هذا يتعلق بمستقبل بلد وليس هناك سبب وطني واحد يجعل اي لبناني مسؤول يقبل ذلك". وأوضح ان "المفاوضات التي جرت في واشنطن شملت 11 اجتماعاً وكان لبنان يؤكد دائماً ضرورة انسحاب اسرائيل دون قيد أو شرط واستعداده لتوقيع اتفاق سلام لكن ضمن اطار عربي، ولم يبق من الدول العربية المعنية الا سورية، ولهذا لن نوقع اتفاق سلام الا مع سورية"، مشيراً الى "تداخل المصالح بين سورية ولبنان وان هناك اتفاقاً مع سورية وان مصالحنا واحدة وهناك مصلحة قومية وعدونا مشترك". وتساءل: "لماذا نعطي الاسرائيليين المبرر لأن يعبثوا بنا او بسورية؟"، مؤكداً انه "ليس هناك صوت يردد خلاف ذلك في لبنان فهذا اجماع لبناني وأمر محسوم ومحاولة اسرائيل لاحداث شرخ بين سورية ولبنان موضوع فاشل. ان الرؤية واضحة سواء في المجلس او الحكومة تجاه ذلك". من جهة أخرى، يُباشر وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز قبل ظهر اليوم استقبال سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وروسيا. ويوجّه في هذه الاثناء رسائل الى دول المجموعة الاوروبية والدول العربية ودول عدم الانحياز يسجّل فيها موقف لبنان من الطروحات الاسرائىلية، ورسائل مماثلة الى جامعة الدول العربية والامم المتحدة المتمثلة بأمينها العام كوفي أنان، كما يبعث بردّين على رسالتين تلقاهما من وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ووزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، الذي رأى أن قبول اسرائيل بالقرار الرقم 425 يجب ألا يعامل بالاهمال، داعياً في الوقت نفسه الدولة العبرية الى الانسحاب "من دون ابطاء" من جنوبلبنان. وقال فيدرين أمس في مقابلة مع اذاعة "مونتي كارلو"، في نهاية أعمال منتدى الدول المتوسطية في بالما دي ما يوركا: "يجب ألا يعامل بالاهمال ما يبدو صادقاً في الاعلان الاسرائيلي في شأن القبول بالقرار 425". وشدد الوزير الفرنسي مجدداً على ان القبول الاسرائيلي بالقرار يشكل "تقدماً"، لكنه أكد في الوقت نفسه على ضرورة "عدم التسرع في صنع حل يكون مصطنعاً وهشاً". واضاف: "ما نريده هو الافادة من كل فرصة تلوح للوصول الى حل يتناسب مع المصالح المشروعة للإسرائيليين واللبنانيين والسوريين". جونز إلى ذلك، قال السفير الاميركي في لبنان ريتشارد جونز في محاضرة بعد ظهر أمس في جامعة اللويزة، ان اقتراح الحكومة الاسرائىلية في شأن القرار 425 "تطور ايجابي، ويجب تطبيقه قبل احلال السلام في الشرق الاوسط". وسئل عن الانسحاب السوري من لبنان، فأجاب: "ان الجيوش الشمالية بقيت عشرات الاعوام في المناطق التي احتلتها بعد انتهاء الحرب الاهلية الاميركية"، مشيراً إلى "أن قسماً من اللبنانيين يعتبر ان انسحاب الجيش السوري قد يؤدي الى حرب اهلية، وان لم أكن أوافق على هذا الرأي".