الجزائر - أ ف ب - دعا الرئيس الجزائري اليمين زروال أمس الخميس الى عقد اجتماعي والى اعتماد خطة وطنية لمكافحة البطالة. وقال في رسالة وجهها الى الاتحاد العمالي ان "التنمية الوطنية الحقيقية التي يطمح اليها شعبنا لا يمكن ان تتحقق بدون البحث عن توازن سليم بين متطلبات الفعالية الاقتصادية والفائدة الاجتماعية واقامته". ودعا الى اتخاذ "مبادرة تستند الى فضائل الحوار والتشاور بين مختلف الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين" والى "الاتحاد والتلاحم والتضامن بين الجميع". وكان زروال رأى الاربعاء في اجتماع مجلس الوزراء ان مكافحة البطالة تشكل "اولوية استراتيجية"، وطلب من الحكومة وضع برنامج لمواجهتها. وتفيد تقديرات رسمية ان نسبة البطالة تبلغ حاليا 28 في المئة من قوة العمل، أي اكثر من مليوني شخص. الى ذلك، جدد زروال في جلسة مجلس الوزراء رفضه اي "تدخل" اجنبي في شؤون الجزائر الداخلية. ونقلت عنه وكالة الانباء الجزائرية تأكيده انه "لن يحل شؤوننا الوطنية الا الشعب الجزائري والمؤسسات التي انتخبها في ظل الشرعية التي تتميز بها الامم الديموقراطية". واضاف بخصوص حقوق الانسان ان "بلادنا ليس لها اي عقدة نقص. ودولة القانون وما يتماشى معها من احترام لحقوق الشخص والحريات العامة هي اليوم حقيقة وطنية". واشار ان الدولة تقوم بمكافحة "الارهاب" وانها "تتحمل مسؤوليتها في مكافحة هذه الآفة وتفرعها الثابت خارج الحدود واهدافها التي تجاوزت الحدود الوطنية وتقوم بذلك في اطار قوانين الجمهورية". وكانت دول اعضاء في لجنة حقوق الانسان للامم المتحدة طلبت الاربعاء الماضي من الجزائر ان تتعاون مع اللجنة وتسهل زيارة مقررين خاصين. وحذرت سفيرة بريطانيا اودري غلوفر باسم الاتحاد الاوروبي، ثم سفيرة الولاياتالمتحدة نانسي روبين، الحكومة الجزائرية ان عليها ان تظهر "تعاونا اكبر للتمكن من التحقيق في الادعاءات حول تنفيذ اعدامات تعسفية وحالات تعذيب". واستدعت الخارجية الجزائرية الخميس السفيرين البريطاني والاميركي لشرح موقفهما اثر هذه التصريحات. الوضع الامني وعلى الصعيد الامني، اكدت صحيفتا "الخبر" و"الاصيل" أمس ان مجموعات مسلحة خطفت الثلثاء خمسة اشخاص واستولت ايضاً على 10 اطنان من السميد و140 راساً من الخراف. واكدت "الخبر" ان اربعة اشخاص خطفوا على حاجز اقامته مجموعة مسلحة من اربعة رجال استولوا ايضاً على شاحنتهم المحملة 10 اطنان من السميد وذلك في تلمسان على الطريق بين سبدو وسيدي جلالي. واكدت "الاصيل" من جهتها ان مجموعة مسلحة خطفت شاباً في العشرين من عمره في منطقة سعيدة جنوب غربي البلاد وانسحبت آخذة معها 140 رأساً من الخراف. وأشارت الصحف الى تزايد نشاطات المجموعات المسلحة في غرب وجنوب غربي الجزائر بسبب تحالف الفصائل المعادية ل "أمير الجماعة الاسلامية المسلحة" عنتر الزوابري. وليل الاثنين - الثلثاء، قتل نحو 40 قروياً في شوارديه في منطقة المدية 70 كيلومترا جنوب العاصمة. واشارت مصادر اجهزة الامن الى ان القرويين الاربعين قُتلوا ذبحاً بالسلاح الابيض. وخطف المهاجمون سبع بنات بعد ان دمروا القرية. وهذه المجزرة الاكثر دموية منذ شهر. وفي ليل 26 الى 27 آذار مارس قتل 57 شخصاً منهم 10 في ولاية سعيدة 500 كلم جنوب غربي العاصمة و47 في ولاية الجلفة 300 كلم جنوب العاصمة. ودان الاتحاد الاوروبي الاربعاء مجزرة المدية. وقال وزير الدولة البريطاني المكلف الشؤون الخارجية ديريك فاتشيت في بيان باسم الاتحاد: "اننا ندين من جديد وبكل قوة الارهاب الذي يذهب ضحيته الشعب الجزائري منذ وقت طويل. ونستمر في مساندة الجهود التي تقوم بها الحكومة الجزائرية لحماية المواطنين ما دامت هذه الجهود تتطابق مع القانون واحترام حقوق الانسان".