تميّز اليوم الأول في عيد الأضحى في لبنان بتمرّد للسجناء والموقوفين في سجن رومية المركزي، الذي يضم اكثر من 1600 سجين، احتجاجاً على ظروف اقامتهم السيئة فيه وعلى تأخير محاكمات عدد منهم والمعاملة التي يلقونها داخله. ومساء امس هدد السجناء ، الذين بينهم موقوفون من جنسيات مختلفة، ومنها سودانية ومصرية وفلسطينية، تمثلوا في اللجنة المنبثقة من التمرد، بالاضراب عن الطعام اليوم. وجاء تمرّد السجناء، وهو الأول من نوعه والأكثر اتساعاً، في غفلة من كبار المسؤولين الذين انشغلوا بعطلة العيد، واستمرار خلافاتهم التي بلغت حد خرق تقليد المعايدات بينهم، على الطريقة اللبنانية، اذ احجم رئىس الجمهورية الياس الهراوي عن تهنئة رئيس الحكومة رفيق الحريري بالعيد على خلاف معايدته لرئىس المجلس النيابي نبيه بري، ثم ان الحريري لم يتصل بالأخير مهنئاً بالعيد راجع ص2 و3. وبدأ تمرد سجناء رومية، بعد ظهر اول من امس، بعد اشكال وقع بين عسكري من حراس السجن وأحد المتهمين باغتصاب فتاة قريبة لأحد ضباط السجن، وقد شاهده في باحته وأنّبه على فعلته فردّ السجين على الضابط بقسوة اثارت حفيظة الحارس الذي قذفه بزجاجة "سبيرتو" وألحقها بعود ثقاب مشتعل، فاندلعت النار في ثياب السجين الذي اصيب بحروق طفيفة ولكن تمت السيطرة على النار وعوقب الحارس بتوقيفه، ليل الاثنين الماضي. وإذ ترددت رواية للحادث على ألسنة السجناء تشير الى ان زميلهم تعرض للحريق اثناء التحقيق معه، فإن هؤلاء بدأوا تمردهم، عصر اول من امس الثلثاء، بعدما تجمعوا واحتجوا على ما تعرض له زميلهم، وحطموا زجاج الزنزانات، وطردوا الحراس من محيطها وتردد ان بعضهم احرق فرشاً من الاسفنج. وأسفرت المواجهة بينهم وبين قوى الأمن عن جرح بعضهم، فيما اصيب آمر السجن الرائد منذر الأيوبي بجروح تردد انها طفيفة. وبدأت الانتفاضة داخل السجن الموقوفين غير المحكومين بعد، وبينهم منتمون الى حركة الشيخ صبحي الطفيلي، ثم تبعهم المحكومون وبينهم اليابانيون الخمسة الأعضاء في الجيش الأحمر الياباني الذين يمضون عقوبة 7 سنوات سجناً لتزويرهم اوراقاً شخصية ودخولهم البلاد خلسة، ومنهم كوزو أوكاموتو الذي ظهر مع زميل له في إحدى نوافذ السجن وهما يرفعان قبضتيهما. ورفع السجناء، عبر لجنة منهم قابلت نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر الذي انتقل بعيد ظهر امس الى باحة سجن رومية، سلسلة مطالب تبدأ بالعفو العام خصوصاً عن عدد منهم محكومين بجرائم مخدرات وتنتهي بتحسين اوضاع سجنهم. وإذ طرح هذا التمرّد اوضاع السجون السيئة في لبنان مجدداً، خصوصاً ان احتجاجات عدة ترفع عن حالها وإهمالها من جانب السلطات المختصة، فإنه جاء بعد حادث احتجاج حصل في سجن رومية نفسه في الطبقة المعدّة للأحداث، الخميس الماضي. وقالت مصادر مطلعة ان حالات احتجاج واعتراض كثيرة تحصل داخل هذا السجن وتبقى طي الكتمان نظراً الى سوء المعاملة الطبية والصحية فيه وبسبب الامكانات المتواضعة لدى الادارة وآمري السجن. وقد وعد المر بمعالجة 80 في المئة من مطالب السجناء معتبراً اياها محقة، قائلاً انه سيتبنّاها امام مجلس الوزراء، ووعد بتخلية من يستحق من السجناء بعفو خاص لحسن سيرتهم. وطلب من آمر السجن تنظيم طلبات لهؤلاء بذلك، فيما ابلغ اليهم ان طلب العفو العام، يتعلق بقرار مجلس الوزراء ثم المجلس النيابي. وقالت مصادر رسمية ان المر اتضح له ان الاوضاع الصحية الاجتماعية للسجناء، هي وراء تحركهم، وأن هذا يستدعي وقفة امام جميع المسؤولين من اجل عدم تأخير صرف الاموال اللازمة لتحسين اوضاع السجون. واعتبرت المصادر ان ثمة موقوفين ينتمون الى جهات سياسية استطاعوا الاستفادة من نقمة هؤلاء من اجل تحريضهم.