اعلنت وزارة العدل الاميركية ان عميلاً سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي اي" اُعتقل الخميس الماضي واُتهم اول من امس تسريب معلومات في آذار مارس ونيسان ابريل 1997 الى بلدين لم يُكشف اسميهما تتعلق باختراق انظمة الشيفرة فيهما من الاستخبارات الاميركية. ومثل دوغلاس غروت 50 سنة أمام القاضية نورما جونسون ووجهت اليه اربع تهم بالتجسس، تحمل اثنتان منها عقوبة اعدام محتملة، وتهمة خامسة بمحاولة ابتزاز ال "سي آي اي" للحصول على 500 ألف دولار في مقابل عدم افشاء اساليب الوكالة وانشطتها لحكومات اجنبية. وأفاد تقرير لشبكة تلفزيون "سي بي إس" ان احد البلدين المستهدفين هو العراق. ورفض مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" الادلاء بأي معلومات عن اسم البلدين اللذين اُطلق عليهما "أ" و"ب" في لائحة الاتهام. ووصفت المدعية الفيديرالية ويلما لويس في مؤتمر صحافي الانشطة التجسسية التي تورط بها غروت بأنها "خطيرة"، لكنها رفضت لاسباب تتعلق بالأمن القومي كشف اسم البلدين اللذين مرّر اليهما المعلومات. واوضحت ان غروت شارك اثناء عمله مع ال "سي آي اي" في "عمليات سرية تهدف الي اختراق انظمة الشيفرة لحكومات اجنبية". وقالت لويس ان "هذه القضية تتضمن معلومات سرية عالية الحساسية يمكن ان يكون لها اثر خطير على الامن القومي للولايات المتحدة. باختصار، هذه قضية تجسس خطيرة". واضافت ان القرار النهائي في ما يتعلق بطلب الادعاء عقوبة الاعدام بحق غروت ستتخذه وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو عندما تحال الدعوى على المحاكمة. ومن المقرر ان يمثل غروت امام القاضي جونسون في جلسة استماع اخرى الخميس المقبل للنظر في امكان الافراج عنه بكفالة. وقال المدعي اريك دوبلير ان غروت يمكن ان يحاول الهروب وانه خطر على المجتمع ولديه معلومات حساسة يمكن ان تسبب ضرراً وخيماً للمصالح الاميركية. واشار الى ان غروت تدرب اثناء عمله في الوكالة "على السفر واستخدام هوية مزيفة والتضليل". وعمل غروت لصالح "سي آي اي" من ايار مايو 1980 الى تشرين الاول اكتوبر 1996، وامضى السنوات الثلاث الاخيرة من عمله في اجازة ادارية، وهو اجراء انضباطي اُُتخذ لاسباب لا تزال غير معروفة. وقال جورج تنيت مدير "سي آي اي" في افادة خطية ان "التهم الموجهة ضد غروت بالغة الخطورة. ولا يزال يتعين تحديد المدى الكامل لاي ضرر لحق بالامن القومي للولايات المتحدة". لكنه اعتبر ان اعتقال غروت "يبيّن ان الحكومة الاميركية لن تتهاون في جهودها ضد من يتجسس على الولاياتالمتحدة ولن تخضع للتهديد بالابتزاز". وكشفت افادة تنيت ان غروت كان "موظفاً فنياً" في "مديرية العلوم والتكنولوجيا" التابعة للوكالة.