أكدت ايران وسورية اتفاقهما على رفض أي لجنة يشكلها الأمين العام للأمم المتحدة "تبحث في كيفية تطبيق القرار 425 الذي ينص على انسحاب اسرائيلي غير مشروط من الأراضي اللبنانية". وتطرقت محادثات نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام في طهران الى مستجدات الملف العراقي، وشدد الجانبان على "رفض أي عمل عسكري ضد العراق". وقال خدام رداً على سؤال ل "الحياة": "ناقشنا كل المواضيع ووجهات نظرنا متطابقة وواحدة، والمشكلة بين العراق والولايات المتحدة هي جزء من المشاكل الأساسية في المنطقة وليست لها علاقة بأزمة حرب 1990، بل ترتبط بمجمل الأوضاع في المنطقة، لذلك فإن موقف سورية واضح منذ نشبت الأزمة الأولى أخيراً ويركز على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته على أراضيه ورفض أي عمل عسكري يوجه ضده". ورداً على سؤال لپ"الحياة" عن موقف الحكومة الايرانية من اللجنة التي ذكر ان الأمين العام كوفي انان سيشكلها لتبحث في كيفية تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان وبقاعه الغربي، وقال نائب الرئيس الايراني حسن حبيبي: "ما دار في محادثتنا مع اخواننا السوريين هو ان هدف جولة انان على المنطقة هو التعرف الى موقف اخواننا في سورية ولبنان، ونحن نقول ان القرار 425 يؤكد ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من دون قيد أو شرط، والقرار الذي ينص على ضرورة تطبيقه من دون قيد أو شرط يعني ان لا معنى لبحث أو مناقشة، فإما ان ينفذ القرار وإما لا ينفذ، ونحن لا نقبل أي قيد أو شرط في هذا الإطار. هذا هو موقف سورية ولبنان ونحن نؤيده". وكان خدام والوفد المرافق له الذي ضم وزير الخارجية السيد فاروق الشرع التقى الرئيس محمد خاتمي امس، وابلغه رسالة من الرئيس حافظ الأسد تضمنت دعوة لزيارة دمشق. وقال خاتمي انه متلهف للقيام بالزيارة "في أول فرصة ممكنة". وعما تردد من ان الوفد السوري حمل الى طهران وجهة نظر تساهم في تحسين العلاقات الايرانية - المصرية والوصول بها الى التطبيع الكامل، قال مصدر رسمي ايراني لپ"الحياة": "لا حاجة لأي وساطة، فقنوات الاتصال مفتوحة ومباشرة بيننا وبين الاخوة في مصر". واكد الشرع لپ"الحياة" ان بلاده "حريصة على المساعدة في توثيق العلاقات العربية - الايرانية عموماً ومع مصر خصوصاً، وهذه النقطة كانت في صلب محادثاتنا في طهران". وأنهى الوفد السوري زيارته لطهران والتي بدأها أول من أمس واتفق الجانبان على عقد الاجتماعات المقبلة للجنة العليا في دمشق، وعقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة في العاصمة السورية الشهر المقبل. ودعا خاتمي امس الى تعاون اوسع بين الدول العربية والاسلامية في مواجهة اسرائيل. الى ذلك أ ف ب أذيع في طهران بيان مشترك ايراني - سوري وصف الاقتراح الاسرائيلي للانسحاب من جنوبلبنان بأنه "مؤامرة" تهدف الى "خداع الرأي العام الدولي، وزرع البلبلة في لبنان". وأكد ان الاقتراح "يهدف ايضاً الى الإساءة الى المصير المشترك بين سورية ولبنان". وجددت سورية وايران "دعمهما رفض لبنان لانسحاب اسرائيلي مشروط" وطالبتا ب "انهاء الاحتلال الاسرائيلي في كل الاراضي العربية والاسلامية ولا سيما القدس"، وجددتا ايضاً "دعمهما المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية" معتبرتين انها تشكل "نضالاً مشروعاً". وشددت طهرانودمشق على معارضتهما اي نوع من التعاون العسكري او الامني بين اسرائيل وتركيا، واعتبرتا انه "يشكل تهديداً لكل الدول" في المنطقة.