تركت الانباء التي أفادت أمس عن مقتل 30 عسكرياً جزائرياً في منطقة الاربعاء، جنوب العاصمة، تساؤلات في شأن مدى التزام الجماعات المسلحة الهدنة التي اعلنها الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ العام الماضي. ولم تؤكد السلطات الجزائرية مقتل العسكريين الثلاثين كما لم تنف ذلك. لكن هذه العملية تُعتبر، في حال تأكدت، الثانية لجهة شدتها التي يتعرض لها الجيش الشعبي الوطني في شهرين. إذ كانت جماعة مسلحة قتلت 27 عسكرياً في شباط فبراير الماضي في مكمن نصب لجنود في منطقة جبلية في تيزي وزو شرق العاصمة. وذكرت صحيفة "الأصيل" الصادرة بالعربية أمس ان مجموعة مسلحة هاجمت ليل الثلثاء - الاربعاء مركزاً عسكرياً في منطقة الاربعاء ولاية البليدة. وأشارت الى ان المجموعة القت قنابل يدوية داخل مبنى حوّله الجنود الى ما يشبه الثكنة. وأدى ذلك الى الحاق دمار كبير في المبنى وسقوط جدار على العديد من الجنود. وتابعت ان اشتباكاً وقع بين المهاجمين وعناصر الثكنة الذين فقدوا 30 عسكرياً، حسب ما ذكرت الصحيفة. ونقلت "الاصيل" عن مواطنين في الاربعاء انهم استيقظوا على دوي الانفجارات والرصاص. ويُعتبر المركز الذي تعرض للهجوم من المراكز النائية التي لا تصلها التعزيزات إلا في النهار. وتحدثت الصحيفة عن مشاهدة شاحنات عدة تابعة للجيش تتجه الى مكان الهجوم لانتشال جثث الجنود القتلى. وأشارت صحيفة "الوطن" الى الهجوم على الثكنة ايضاً، لكنها قدمت حصيلة أقل لعدد الضحايا، إذ اوردت ان الجيش فقد ستة عسكريين و12 جريحاً فيما خسر المهاجمون ستة قتلى ايضاً. وكانت أنباء صحافية ذكرت ان جماعة مسلحة نصبت في 20 شباط فبراير الماضي مكمناً لشاحنة عسكرية في منطقة بوغني الجبلية في تيزي وزو التي تبعد 90 كيلومتراً شرق العاصمة وقتلوا 27 جندياً. وذكرت تقارير جزائرية وقتذاك ان المهاجمين الذين انتشروا على جانبي الطريق اطلقوا النار على الجنود وهم يغادرون الشاحنة مسرعين واستولوا على اسلحة القتلى. وقال مراقبون أمس ان عملية الاربعاء تثير تساؤلات في شأن الهدنة التي اعلنها "الجيش الاسلامي للانقاذ". وأشاروا الى ان "جماعة الاربعاء" التي يرأسها مصطفى كرطالي لم تكتف بالانضمام الى هدنة "جيش الانقاذ"، بل اعلنت الشهر الماضي انضمامها عضوياً الى الجناح المسلح ل "الانقاذ". واذا كان مستبعداً ان تكون جماعة كرطالي هي المسؤولة عن الهجوم، فان التساؤلات المطروحة في العاصمة الجزائرية تتعلق بمدى سيطرة هذه الجماعة على المناطق الجبلية في الاربعاء وبنفوذ معارضي الهدنة هناك. الى ذلك اوردت "الاصيل" ان اربعة من افراد الحرس البلدي الذي تسلحه الحكومة قتلوا في منطقة قصر البخاري في ولاية المدية يوم الخميس الماضي عندما سارت السيارة التي تقلهم فوق لغم وضعه اعضاء الجماعات المسلحة. وذكرت معلومات صحافية ان مسلحين قتلوا شرطياً قرب محطة القطارات في بلكور صباح الخميس، وانهم استغلوا فرصة توقف قطار في المحطة لاطلاق النار على الشرطي والفرار وسط الركاب. وهذه المرة الاولى منذ فترة يُعلن عن مقتل شرطي في العاصمة. وكتبت صحيفة "الوطن" أمس السبت رويترز ان القوات الحكومية التي تقوم بعملية عسكرية في غرب الجزائر قتلت 62 متمرداً في الاسبوع الماضي في سيدي بلعباس وسعيدة وتلمسان ووهران وبسكرة. وقتل اكثر من 300 متمرد في عمليات مماثلة في هذه المناطق بعد مذابح للمدنيين في غرب الجزائر في كانون الثاني يناير الماضي وفقاً لتقارير صحافية جزائرية.