قالت مصادر لبنانية رسمية ان ثبات الموقف اللبناني على رفض التفاوض مع اسرائيل على ترتيبات أو ضمانات أمنية من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425 واصراره على أن يأتي البحث في أي ضمانات في اطار عملية السلام الشامل بين اسرائيل والدول العربية لقي تفهماً من معظم الدول العربية. وأوضحت المصادر ان الموقف اللبناني - السوري المشترك بالإصرار على تطبيق اسرائيل القرار من دون مفاوضات على ترتيبات أمنية وشرح هذا الموقف للدول المعنية حال دون أي سوء فهم من جانب أي دولة عربية أن لبنان يرفض التجاوب مع تبني اسرائيل للقرار 425. وأشارت الى ان بعض المسؤولين العرب كان تساءل أمام بعض المسؤولين اللبنانيين هل من المفيد للبنان ان يقبل العرض الإسرائيلي وألا يربط نفسه بمفاوضات السلام ككل، من أجل تأمين الانسحاب الإسرائيلي من أراضيه؟، لكن الرد اللبناني على هذه التساؤلات كان أن قبوله الانسحاب في مقابل شروط هو تقييد له واعطاء حجة لإسرائيل كي تقوم بعمل عدواني ضده وربما ضد سورية في حال حصول أي حدث أمني نتيجة تعقيدات المفاوضات على المسارين الفلسطيني أو السوري، لاحقاً، أو إذا ارادت اسرائيل نفسها افتعال أي حادث أمني لتبرر خطوة عسكرية من جهتها ضد لبنان. وأكدت المصادر الرسمية اللبنانية ان الاتصالات اللبنانية مع سائر الدول العربية، قطعت الطريق على امكان استفادة اسرائيل من أي ثغرة في الموقف العربي لهذه الناحية، وان القمة السورية - المصرية التي انعقدت في القاهرة قبل عشرة أيام ثم القمة الأخرى أول من أمس في اللاذقية حسمتا التوجه نحو رفض العرض الإسرائيلي التفاوض والاتفاق على أن تطبق اسرائيل القرار 425 فتخرج قواتها كما دخلت لبنان، وأكدت ان لقاءي مبارك - الأسد خلال عشرة أيام تناول ما هو أبعد من ال425، الى عملية السلام ككل وبالتالي كيف يمكن تحريكها على المسار السوري والمسار الفلسطيني. واعتبرت المصادر ان التبني المصري للموقفين اللبناني والسوري يعود الى قراءة القاهرة مخاطر ما يحصل على المسار الفلسطيني من جمود وعرقلة، وهي تدفع الرئيس مبارك الى التحرك من أجل انقاذ هذا المسار. واستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد يومين في القاهرة وسط مخاوف من الا يحصل اي اختراق لهذا الجمود يدفع الرئيس المصري الى التنسيق مع الرئيس الأسد في شأن الاحتمالات الممكنة في حالتي حصول تقدم أو بقاء الأفق مسدوداً على هذا المسار. فأي احتمال تتأثر به سورية ولبنان ويوجب التنسيق بين مبارك والأسد خصوصاً اذا كان هناك أفكار أو صيغ يمكن البحث فيها في شأن المسار السوري من النقطة التي انتهت اليها مفاوضات واي بلانتيشن. وذكرت مصادر وزارية ل"الحياة" ان الاطمئنان الى الموقف العربي لا يلغي المخاوف من دور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من جانب دمشق، على رغم التأكيدات الصادرة عن عدد من الدول العربية أن فكرة تعديل القرار 425 كي تصبح المفاوضات على ترتيبات أمنية أحد بنوده غير واردة، وآخرها تصريحات وزير الخارجية المصرية عمرو موسى. ونقلت المصادر الوزارية عن المسؤولين السوريين استمرار قلقهم من أداء انان وتصرفه على انه يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، مشيرة الى أن اعلانه تشكيل فريق عمل تحت عنوان البحث في طريقة ملء قوات الأممالمتحدة الفراغ في حال انسحاب اسرائيل، يعني انه ينوي اقامة آلية معينة تواكب الاقتراحات الإسرائيلية.