استجوب المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين امس الشاهدة آمال عبود سكرتيرة رئيس جهاز الأمن في "القوات اللبنانية" المحظورة غسان توما الذي يحاكم غياباً في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي العام 1987، والمتهم فيها قائد "القوات" الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد كيتل حايك والرقيب كميل الرامي و"القواتيين" عزيز صالح وانطوان الشدياق. شكّلت الخصومة ومثّل النيابة العامة المدعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم. وأوضحت عبود انها كانت "مسؤولة عن المعلومات التي ترد من الشُعب بالبريد من الداخل والخارج وانتسبت الى القوات عام 1983، خلال حرب الجبل". وقالت انها "متأكدة ان عفيف خوري سائق الزورق جاء الى مبنى الأمن يوم الحادث وخرج مع غسان توما وبعدما أذيع خبر الاغتيال ربطت خروجهما به". وأكدت انها تعرف عفيف خوري. ونفت وجود طوني عبيد معهما. وقالت ان "ما من عنصر من جهاز الأمن كان في المركز حين مغادرة توما وخوري". واعلنت انها "عرفت بالعملية من خلال برقيات تفيد ان الرئيس كرامي قُتل بعبوة وضعت خلفه في المروحية". واوضحت ان غسان توما اطّلع علىها فضحك وهزّ برأسه وقال "أنا ذاهب الى مكتب الحكيم جعجع"، ثم جاء طوني عبيد وحيداً ظهراً وسألها عن توما وقرأ البرقيات وقال "طلعت عالقدّ منيح ما طلعت بحدا غيرو". ثم جاء غسان منسى. وذكرت ان "توما غاب ساعتين أو ثلاثاً ثم عاد وبعد وقت قليل جاء جعجع واجتمعا وانضم اليهما بيار رزق أكرم وطوني عبيد وغسان منسى وكانت الساعة نحو الرابعة بعد ظهر يوم العملية". وأضافت ان توما طلب منها ان تحضر قهوة فدخلت عليهم بها ورأته واقفاً يشرح من دون ان تسمع ما يقول وجعجع يحاول الجلوس على الكرسي واضعاً يديه على خصره وسمعته يقول "أخو ... هو قدنا، بدو يتحدانا؟". ونفت ان تكون سمعت عبارة "عبوة" او "رشيد كرامي". وقالت انها لم تبقَ بعد ذلك طويلاً، فاتصلت بتوما وقالت له انها ستغادر. وطلب من خوسيه باخوس ان يوصلها ثم يُحضر لهم حلويات. ولم تعد تتذكر من أوصلها. وأوضحت ان تقريراًً ورد على مركز الأمن لا تعرف مرسله يفيد ان غسان توما مسؤول عن العملية اضافة الى جندي في القاعدة الجوية ورد اسمه لكنها لم تعد تذكره. واضافت "بعد مدة نشرت جريدة "السفير" المعادية للقوات ان الطوافة فجّرت من زورق في البحر وكان على متنه غسان توما وعفيف الخوري وان جندياً وضع العبوة في المروحية وأضافت عبود "ثم جاء والدا توما خائفين عليه الى مركز الأمن". وتابعت انها سألت ميرنا الطويل زوجة توما عما يحصل في حال أوقف الجندي؟ أجابت "من الآن ليصبح هناك دولة، فرج ورحمة. والعسكري سفّرناه". وأوضحت عبود "ان جعجع لم يزر مركز الأمن الا ثلاث مرات الاولى يوم اغتيال الرئيس كرامي والثانية يوم أعلن ترشيح مخايل الضاهر الى رئاسة الجمهورية والثالثة لم تعد تذكرها". واكدت "انها تعرف العميد مطر منذ العام 1984 خلال حفلة حضرها جعجع وعزيز صالح وطوني عبيد ونقيب من آل سرحال". وأوضحت "ان مطر كان يتردد على توما في المركز وكان يزوره في بيته، وانه كان يتقاضى أموالاً من "القوات" وكانت ميرنا الطويل مسؤولة عن المصاريف السرّية ثم تسلّمت هي هذه المسؤولية العام 1989 وبقيت المخصصات لمطر وهي مظاريف تتفاوت ما تحويه بين 150 دولاراً و250. وقالت ان لقب العميد مطر كان "المظلة". ثم استجوبها القاضي عضوم ونفت ان تكون تعرّضت لضغط مادي أو معنوي أو ان يكون احد طلب منها تغيير إفادتها. واستوضح بعض التناقض في افادتيها الاوليين وما قالته امام المجلس العدلي مستغرباً نسيانها اسم الجندي الذي وضع العبوة وسألها: تحدثت عن وقائع ومعلومات تؤكد ان القوات اغتالت الرئيس كرامي ماذا دفعك الى هذا الاعتقاد؟ أجابت "لان الرئيس كرامي كان عقبةً تحول دون افتتاح مطار حالات ويوم الحادث كان الفرح عارماً وجاء جعجع الى مركز الأمن ضاحكاً فضلاً عن كلام ميرنا الطويل التي قالت: شو هو كرامي 2قدّنا؟".