أعلنت شركة "كافوس" الكندية الناشطة في الصناعات البيئية امس تشكيل مجموعة دولية لمساعدة شركات السلاح على الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول المتعاقدة بموجب ما يعرف باسم "برامج المبادلة" أوفست وكشفت ان المجموعة ستركز نشاطها في منطقة الخليج، خصوصاً في المملكة العربية السعودية التي يقدر حجم الالتزامات المستحقة لها بنحو 3.4 بليون دولار اميركي. وقال سكوت سمرفيلد مدير العمليات الاستثمارية في الشركة ان الهدف من تشكيل المجموعة هو المساهمة في حل مشكلة التأخير في تنفيذ برامج المبادلة وان الأطراف المعنية بنشاطها هي الدول التي تشترط على شركات السلاح انفاق نسبة متفق عليها مسبقاً من قيمة الصفقات في اقتصاداتها المحلية لكن هذه الشركات تتأخر أو تتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها. ويذكر ان برامج "اوفست" ظهرت عقب الحرب العالمية الثانية وارتبطت من حيث المبدأ بمبيعات الأسلحة الاميركية الى دول منظمة حلف شمال الاطلسي الناتو، سيما الدول التي تملك مصانع لانتاج الطائرات واجهزة الملاحة الجوية، إذ درجت شركات السلاح الاميركية على تلزيم مصانع الدولة المتعاقدة نسبة معينة من الصفقة لتخفيف عبء القطع الاجنبي عن المشتري. وأشار سمرفيلد الى ان البرامج الحديثة التي حرصت بعض الدول الخليجية على جعلها بنوداً اساسية في كل عقود السلاح، تشمل في شكلها النموذجي التزام الشركات الموردة تقديم تمويلات معفاة من الفائدة والتعاقد مع شركاء محليين والقيام بمشاريع استثمارية في الدولة المتعاقدة فضلاً عن التزامات مشتركة على صعيد الحكومات. وقال سمرفيلد لپ"الحياة" الواضح "ان مشكلة التأخير تفاقمت بعد الزيادة الكبيرة التي شهدتها صادرات السلاح الى الشرق الأوسط ومنطقة الخليج كرد فعل مباشر للحرب العراقية - الايرانية". وقدر حجم الالتزامات المستحقة للدول المتعاقدة ولا تزال تنتظر الوفاء بها بزهاء تسعة بلايين دولار. ولاحظت الشركة في بيان منفصل أصدرته من مقرها في فانكوفر ان الدول المتعاقدة ليست راضية عن التقاعس في تنفيذ برامج المبادلة بدليل اعلان السعودية أخيراً نيتها فرض عقوبات بأثر رجعي على الشركات غير الملتزمة وقيام الامارات العربية المتحدة بمعاقبة احدى شركات انتاج السلاح الكبرى بسبب تأخرها بالوفاء بالتزاماتها في حادث يعود الى كانون الأول ديسمبر الماضي. وتعتقد "كافوس" ان برامج "أوفست" لم تثبت فاعليتها على رغم مزاياها الواضحة وأشارت في بيانها الى ان حجم الالتزامات المستحقة على الشركات الاميركية تجاه السعودية بلغ نحو 1.2 بليون دولار نفذ منها نسبة 16 في المئة، وقدرت التزامات الشركات البريطانية بنحو 1.4 بليون دولار ونسبة المستوفى منها 8 في المئة تليها التزامات الشركات الفرنسية وأرقامها 70 مليون دولار و6 في المئة. وشككت الشركة الكندية في نوايا بعض شركات السلاح وقالت: "يبدو ان قلة قليلة فقط من الموردين تملك الرغبة أو القدرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الدول المتعاقدة". وعن الدور الذي تطمح الى القيام به في هذا المجال، قال سمرفيلد "ان المجموعة الدولية التي شكلتها كافوس تحت اسم "كافوس انفايرونمنت أوفست" ستقترح مشاريع تنموية لتنفيذها في الدول المعنية ببرامج اوفست والمساعدة في إعداد مواصفات المشاريع المقترحة فضلاً عن تطوير وادارة اتفاقات التمويل. وأوضح ان المجموعة التي تضم شريكين أوروبيين هما "كوتش هاوس غروب" المحدودة التي يملكها خبير الشؤون السياسية والدفاعية البريطاني مايكل كانينغهام وشركة "ستينابل اندستريز" ستركز على مشاريع بيئية طورتها شركة "كافوس" وتشمل مصنعاً لانتاج الورق باستخدام مواد أولية بديلة مثل ألياف القنب ومصنع لانتاج الأثاث المنزلي باستخدام نفايات الاخشاب. وكشف سمرفيلد ان باكورة نشاط المجموعة سيكون اعداد مشروع لصناعة الورق يكلف نحو 250 مليون دولار لصالح "بريتيش ايروسبيس". وقال: "ان دولة لم يُفصح عن هويتها اشترطت على الراغبين للمشاركة في مناقصة دولية ينتظر اعلانها قريباً تحديد المشاريع التي سيتضمنها برنامج أوفست مسبقاً.