بغداد - أ ف ب، رويترز - حمل نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز بعنف على رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع الأسلحة المحظورة اونسكوم رتشارد بتلر واتهمه بأنه ينفذ مخططات اميركية لإبقاء الحظر الدولي على العراق، واصفاً إياه بأنه "عميل يهتم بتنفيذ أوامر أسياده في واشنطن". وكان طارق عزيز يتحدث خلال اجتماع لنقابات عمال عربية في بغداد أول من أمس تضامناً مع العراق، وشارك فيه حوالى 200 نقابي من دول عدة. وحض العرب والمسلمين على خرق جماعي للحظر معتبراً ان "الحظر لن يبقى اذا رفضه العرب والمسلمون". ودعا المسؤول العراقيالكويت الى التعاون مع بغداد لمعالجة قضية المفقودين الكويتيينوالعراقيين، مكرراً ان بغداد لا تحتفظ بأي أسير كويتي. وبثت "وكالة الانباء العراقية" أمس أن مجلس الوزراء العراقي برئاسة الرئيس صدام حسين أكد ان التقرير الأخير الذي قدمه بتلر الى مجلس الأمن هو "محاولة لإشغال المجلس والرأي العام العالمي كي لا يصل العراق الى هدفه المشروع وهو رفع الحصار". وقال طارق عزيز: "بعد سبع سنوات من آلاف عمليات التفتيش ومئات عمليات التدقيق في الأسلحة والمعدات والمصانع، يأتي عميل أميركا في اللجنة الخاصة بتلر ويقول ان العراق غير متعاون، ولا توجد فرص لرفع الحصار ويلوم العراق". واعتبر ان "بتلر كونه مسؤولاً في الاممالمتحدة لا يهتم بنزع الأسلحة أو بالأمن والاستقرار في المنطقة بل مهمته تتمثل في تنفيذ أوامر أسياده في واشنطن". وزاد ان "واشنطن لا تريد رفع الحصار عن العراق أو عن ليبيا ولا تريد للأمة العربية ان تنهض". وكان بتلر أكد في التقرير ان "أي تقدم لم يتحقق عملياً" منذ ستة شهور في مجال نزع الأسلحة، متهماً العراق بأنه يسعى الى "نزع السلاح بالتصريحات" بدل التعاون مع "اونسكوم" لتحقيق ذلك. وتابع نائب رئيس الوزراء العراقي ان اللجنة الخاصة تعمل منذ سبع سنوات من دون كلل لكنها لا تزال غير راضية وتقول ان على العراق إزالة صواريخ بعيدة المدى. وأضاف ان العراق دمر محركات الصواريخ وبطاريات الاطلاق، متسائلاً: "ما زالوا يقولون ان ملف الصواريخ غير كامل". وشدد على ان العراق "فكك كل أسلحة الدمار الشامل في تشرين الثاني نوفمبر 1991، ولو كان مجلس الأمن مؤسسة عادلة لرفع الحظر بين نهاية 1991 وبداية 1992، لكنه لم يتخذ أي خطوة لتخفيف الحظر، بل أضاف قرارات مستبدة لتشديده". ورداً على سؤال لأحد مندوبي الاتحادات العمالية هل يتوقع رفح الحظر هذه السنة قال طارق عزيز: "ما دام الاميركيون يسيطرون على مجلس الأمن وما دامت اميركا تشكل اللجنة الخاصة فإن احتمالات رفع الحظر عن العراق وليبيا وآخرين ضعيفة". ورأى ان العراق "سيصمد في وجه العقوبات مهما طالت"، لكنه حض البلدان العربية على تحرك جماعي لإنهاء الحظر. واستطرد "ان الحظر لن يبقى اذا رفضه العرب والمسلمون، حتى اذا أرادت أوروبا واميركا استمراره، فإن العراق لن يكترث له". واعتبر ان من الضروري ان تجتمع الدول العربية "وتقول لمجلس الأمن كفى، ارفعوا العقوبات عن العراق".