بغداد، بون - أ ف ب - أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان "بعض الغموض" يكتنف مراقبة المنشآت النووية العراقية، فيما اتهمت بغدادواشنطن مجدداً بالسعي الى افتعال أزمة مع العراق. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي في حديث نشرته امس صحيفة "ذي فيلت" الألمانية: "اعتقد اننا قمنا خلال السنوات الست الماضية بتدمير أو تصفية كل المواقع ذات العلاقة بالاسلحة النووية العراقية أو الاجهزة الضرورية لصنع هذه الاسلحة، لكننا لا نستطيع اصدار شهادة تؤكد ذلك". وتابع: "في بلد باتساع العراق لا يمكن مراقبة كل شيء أو التحقق منه لمدة طويلة، ويبقى هناك بالتالي بعض الغموض". ورأى ان "تقويم هذا الغموض ليس مسألة فنية بل سياسية" تتناول قبول هذه الاخطار، وأضاف ان "مجلس الأمن وحده يمكن ان يعطي الجواب وليس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو اي منظمة متخصصة اخرى". وكانت الوكالة اشارت الى نتائج ايجابية في طي صفحة الملف النووي العراقي، لكنها اوضحت انها ما زالت بحاجة الى بعض التوضيحات الفنية من بغداد. الى ذلك اتهمت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق، الولاياتالمتحدة بالعمل لافتعال أزمة جديدة بين العراق والأمم المتحدة، محذرة من احتمالات اندلاع هذه الازمة. واعتبرت ان التصريحات الاخيرة للمسؤولين الاميركيين لا سيما وزير الدفاع وليام كوهين "دليل على وجود نية اميركية خبيثة مبيتة لافتعال أزمة جديدة" هدفها "تضليل مجلس الأمن وصرف نظره عن الشروع في تنفيذ الفقرة 22 من القرار 687" التي تنص على رفع الحظر النفطي عن العراق عندما يتخلص من اسلحة الدمار الشمال. وكان كوهين أعلن السبت في انقرة ان العراق "لن يحصل على تخفيف" للحظر الدولي طالما لم يقدم الاثبات على تدمير مخزونه من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية. وشددت "الثورة" على ان العراق نفذ كل التزاماته وآخرها زيارة المواقع الرئاسية، وأضافت: "لم يعد ثمة مسوغ لإرجاء بحث قضية رفع الحصار عن العراق بدءاً من تنفيذ الفقرة 22 من القرار 687". ولفتت الى ان "من حق العراق ان يدق الناقوس وينبه الى ان الوقت حان لتنفيذ الفقرة 22"، معتبرة ان مراجعة الحظر في مجلس الأمن نهاية نيسان ابريل الجاري "يجب ان تفضي الى تنفيذها من دون تلكؤ أو اضافة شروط جديدة". على صعيد آخر أعلن مصدر في سفارة فلسطين في بغداد ان طائرة تابعة للخطوط الجوية الفلسطينية ستصل اليوم الى بغداد محملة شحنة من الأدوية هدية من الشعب الفلسطيني الى الشعب العراقي. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" ان عدداً من المسؤولين الفلسطينيين سيصلون على متن الطائرة في أول رحلة تقوم بها طائرة للخطوط الفلسطينية الى العراق. من جهة اخرى صعّد العراق أمس حملته على رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل اونسكوم ريتشارد بتلر واتهمه بتعمد إطالة أمد الحظر الدولي وتبديد أموال الشعب العراقي، مطالباً مجلس الأمن بالتحقيق معه في أسباب استمراره في ارسال المفتشين، متهماً هؤلاء بعدم الكفاءة. وأفادت "وكالة الأنباء العراقية" أن ناطقاً رسمياً باسم وزارة الثقافة والاعلام علق على تقرير لبتلر أكد ان فرق التفتيش "لم تحقق أي تقدم"، ونقلت عن الناطق قوله إن "من حق العراق مطالبة مجلس الأمن بالتحقيق مع بتلر عن أسباب ارسال هذه الفرق طالما أن عملها لا يحقق أي تقدم". وزاد ان تقرير بتلر "يثير تساؤلين مهمين: فإما ان خبراء اللجنة الخاصة تنقصهم الكفاءة والخبرة، وإما أن اللجنة، كما هو مرجح، تواصل ارسال عشرات الفرق إلى العراق وتنفق أموالاً طائلة على أعضائها في رواتب عالية ونفقات نقل وإقامة وأجور معدات وأجهزة، وتقتطعها بالقوة بموجب قرارات مجلس الأمن من لقمة عيش العراقيين من دون أي نتيجة تذكر بهدف إطالة الحصار". يذكر أن نفقات عمليات فرق اللجنة تقتطع من عائدات النفط الذي سمح للعراق ببيعه. وتساءل الناطق: "إذا كانت هذه الفرق كلها لم تجد شيئاً مما يثبت المزاعم والافتراءات والاتهامات التي تطلقها حكومتا واشنطن ولندن وممثلوهما في اللجنة الخاصة، فهل هذه مدعاة للاعلان عن عدم تحقيق أي تقدم في عمل اللجنة"؟ وأشار إلى أن الفترة التي تحدث عنها تقرير بتلر والممتدة من بداية تشرين الأول اكتوبر 1997 حتى 20 نيسان ابريل الجاري شهدت تفقد 29 فريق تفتيش 221 موقعاً، كما تفقد 20 فريقاً آخر 1110 من المواقع المشمولة وغير المشمولة بنظام الرقابة الدائمة على التسلح.