دعا رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي التجمع الوطني الديموقراطي الى اتخاذ قرار بوقف مفاوضات منظمة "ايغاد" بين حكومة الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" كرد فعل على ما يعتبره قتل السلطات السودانية الطلبة الفارين من معسكر العليفون جنوبالخرطوم في الثاني من نيسان ابريل الجاري. وهاجم المهدي خلال لقاء مع المعتصمين في مقر حزب الأمة في القاهرة امس "استمرار حكومة الخرطوم في التجنيد القسري للطلاب" وقال: "ممارسات حكومة الجبهة تجاوزت كل الحدود"، داعياً السودانيين الى "الانتفاض لاسقاط الحكم في السودان". وتحدث في اللقاء مواطن سوداني قال انه احد الفارين من معسكر العليفون ويدعى ابراهيم حامد عبدالله خليل 22 عاماً فقال: "حاولنا الفرار عبر النيل لكن القوات النظامية التي تشرف على المعسكر بادرت باطلاق النار على ظهور الطلاب فغطت دماؤهم مياه النيل الأزرق"، مشيراً الى ان مجموع القتلى يبلغ نحو 176 طالباً. وقال انه ازاح جثث زملائه وتمكن من الوصول الى البر الآخر وتوجه الى مسكنه ومنه الى مصر على متن احدى السفن العاملة على الخط النهري ووادي حلفا وأسوان. وكان تشغيل هذا الخط النهري قد استؤنف قبل بضعة اشهر. وأضاف ان فكرة الفرار الى مصر كانت تراوده قبل اقتياده الى معسكر العليفون في الحملات التي تشنها حكومة الخرطوم للتجنيد القسري. وفيما كان اقطاب المعارضة السودانية في مصر ينددون بسياسات الخرطوم هتف الحضور ضد الرئيس السوداني عمر البشير والدكتور حسن الترابي وحمّلوهما مسؤولية الجريمة. وحمل المتظاهرون نعوشاً مغطاة بالعلم السوداني وسط صراخ النساء وعويلهن على ابنائهن وأقاربهن وأقاموا صلاة الغائب على الضحايا. وبحثت المعارضة السودانية رسالة ستوجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والمفوض الخاص بحقوق الانسان كاسبر بيرو تطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في موضوع معسكر العليفون، وتشدد على ضرورة محاكمة الجناة. في غضون ذلك، اصدرت السفارة السودانية في القاهرة بياناً امس تلقته "الحياة" هاجم المعارضة السودانية لاستغلالها حادث غرق المجندين في شن حملة على الحكومة السودانية. وقال ان ما تذكره المعارضة بخصوص اطلاق النار عليهم هو نسج من الخيال.