اعتقلت السلطات السودانية أمس، رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ، ووجهت إليه تهمة تقويض النظام الدستوري وتحريض الجيش على التمرد والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام، وذلك بعد اتهامه قوات الدعم السريع التابعة إلى جهاز الأمن، بارتكاب انتهاكات في إقليمي دارفور وكردفان. وقال الناطق باسم الحزب المعارض بكري يوسف أن عشرات السيارات المدجّجة بالسلاح، حاصرت مقرّ إقامة الشيخ في مدينة النهود في ولاية شمال كردفان التي يزورها في إطار نشاط حزبه، قبل اقتياده إلى مركز الشرطة. وأكد حزب المؤتمر المعارض في بيان أنّ «اعتقال الشيخ لن يثني الحزب عن قراره مقاطعة الحوار والخروج إلى الشارع لإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية». وبذلك أصبح الشيخ، ثاني رئيس حزب معارض يعتقل، بعد سجن رئيس حزب الأمة الصادق المهدي أخيراً بالتهمة ذاتها. وقال ساطع الحاج، عضو هيئة الدفاع عن رئيس حزب المؤتمر السوداني انه اعتقل بموجب ست مواد تتصل بتقويض النظام وتشويه السمعة والإزعاج العام، إلى جانب تحريض الجيش على التمرد، وهي المواد ذاتها التي استندت إليها التهم الموجهة إلى الصادق المهدي، الذي اعتقل قبل ثلاثة أسابيع، على خلفية بلاغ تقدّم به جهاز الأمن لانتقاد زعيم حزب الأمة، قوات الدعم السريع التابعة إلى جهاز الأمن. ورجح الحاج نقل الشيخ إلى الخرطوم لمتابعة التحقيقات معه. ويعدّ حزب المؤتمر أحد أحزاب تحالف المعارضة الرافض للحوار مع نظام الرئيس عمر البشير، واعتاد الحزب على إقامة ندوات تقف ضد الحوار وتطالب بإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية. إلى ذلك، صادرت السلطات الأمنية أمس، نسخ صحيفة «الجريدة» اليومية، من دون توضيح أسباب المصادرة التي جرت عشية مؤتمر صحافي لوزير الدولة للإعلام ياسر يوسف أعلن فيه اكتمال ترتيبات مؤتمر قومي لقضايا الإعلام بالسودان من المنتظر أن تبدأ فعالياته اليوم الاثنين. وقال مدير تحرير صحيفة «الجريدة» أشرف عبد العزيز، إن السلطات صادرت كل النسخ المطبوعة من الصحيفة، من دون توضيح الأسباب، لكنه توقع أن يكون ذلك عقاباً على نشر الصحيفة خبر عن دعوات شباب عاطلين عن العمل للتجمع أمام مكتب حاكم ولاية الخرطوم. وكانت السلطات الأمنية علقت صدور صحيفة «الصيحة» إلى أجل غير مسمى، لنشرها تقارير عن الفساد في المؤسسات الحكومية. جوبا من جهة أخرى، أعربت حكومة جنوب السودان عن قلقها إزاء الحيز الإعلامي الذي تمنحه الخرطوم لوفد المتمردين في جنوب السودان بزعامة رياك مشار . وأعلنت سفارة جنوب السودان في الخرطوم أنها «احتجت على منح المتمردين الفرصة للتحدث لوسائل الإعلام في الخرطوم». ورأى مسؤول الإعلام في السفارة قبريال دينق في بيان أن «إتاحة المنابر الإعلامية للمتمردين والحركات السالبة، يتعارض مع الفقرة الخاصة بإحدى أهم بنود اتفاقات التعاون الموقعة بين جنوب السودان والسودان وهو بند وقف العدائيات والتراشق الإعلامي». وأضاف إن «البلدان المجاورة لم تسلم من السهام الطائشة للمتمردين»، في إشارة إلى اتهام هؤلاء، أوغندا ومصر بدعم حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت. وكان الناطق باسم المتمردين يوهانس موسى عقد الخميس الماضي، مؤتمراً صحافياً في الخرطوم نفى فيه تلقيهم دعماً من الحكومة السودانية. وقال إن بمقدور فريقه السيطرة على كل مناطق النفط «لولا قرار مشار»، الناجم من خوفه من إقدام الجيش الأبيض الموجود في مناطق النفط في أعالي النيل على تدمير تلك الحقول التي تمثل عصب إنتاج النفط حالياً. وأبدى يوهانس تحفظات عن موقف الخرطوم الرافض لدعم المتمردين. وكان وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميانق اتهم جهات داخل النظام السوداني بدعم قوات مشار. وقال: «أنا لا أتهم الحكومة السودانية، وإنما هناك جهات ومجموعات بداخلها تعمل بطريقة سرية في تقديم الدعم للمتمردين».