اجرى وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني السيد ياسين جابر اول من أمس محادثات مع وزير التجارة الاميركي وليم دايلي تركزت على البحث في كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية التجارية بين الولاياتالمتحدةولبنان على الصعيدين الرسمي والخاص. وتأتي محادثات جابر مع المسؤولين الاميركيين في اطار جولة يقوم بها الوزير اللبناني ووفد مرافق له للولايات المتحدة بدأها الاحد الماضي في نيويورك وتشمل الى جانب واشنطن كلاً من ديترويت ولاية ميشيغان وهيوستن ولاية تكساس. وقال جابر في مؤتمر صحافي انه سيبلغ الوزير دايلي ان لبنان جاهز للتعاون وتقديم التسهيلات الممكنة في مجالات التجارة وعمليات الاستثمارات وفتح الاعمال الجديدة. ويشمل الوفد الاقتصادي والتجاري اللبناني والذي يضم ممثلين عن القطاعين العام والخاص كلاً من رئيس مجلس الانماء والاعمار السيد نبيل الجسر ونائب حاكم البنك المركزي السيد ناصر السعيدي ورئيس مؤسسة تنمية الاستثمار في لبنان السيد يوسف شقير ونائب رئيس مجلس ادارة شركة "سوليدير" السيد ماهر بيضون وغيرهم. وأضاف الوزير جابر انه اضافة الى المحادثات التي اجراها مع الوزير دايلي ينوي اجراء محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية ومكتب الشمل الاميركي للتجارة ومصرف التصدير والاستيراد وشركة الاستثمارات الخاصة عبر البحار. وزاد ان الهدف من جولته الاميركية اطلاع المسؤولين ورجال الاعمال الاميركيين على الجهود التي قام بها لبنان لاعادة البناء وتقديم المعلومات على الشركات حول فرص الاستثمار هناك وفي الشرق الاوسط، ناهيك عن السعي الى تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين خصوصاً بعد قرار وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت رفع حظر سفر الاميركيين الى لبنان في تموز يوليو الماضي. ولاحظ جابر ان الولاياتالمتحدة في المرتبة الثانية بعد ايطاليا لجهة صادراتها الى لبنان، اذا بلغت العام الماضي اكثر من 900 مليون دولار. وتحدث عن الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية كي يتحول لبنان الى مركز اقتصادي ومالي رئيسي في المنطقة اضافة الى جهودها لتحويله ايضاً الى مركز للخدمات المالية والاقتصادية. واعتبر سفير لبنان لدى الولاياتالمتحدة الدكتور محمد شطح ان زيارة الوفد الاقتصادي والتجاري اللبناني تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر مع المسؤولين ورجال الاعمال والمال الاميركيين لتعزيز العلاقات بين الدولتين. من ناحية ثانية، قال وزير الزراعة اللبناني شوقي فاخوري ان الوضع البائس للقطاع الزراعي في لبنان وللقطاعات الانتاجية عموما يقف عائقا أمام تمكّن لبنان من اعتماد مبدأ التبادل الحر على المستوى العربي وأمام دخوله في اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وقال ان تغيير هذا الواقع يستدعي التخلّي عن التوجه السائد منذ الخمسينات والذي يقضي بحصر النشاط الاقتصادي بقطاع الخدمات. ووقع فاخوري، الذي يزور فرنسا، ووزير الزراعة والصيد الفرنسي لوي لوبنسيك بروتوكولا للتعاون الزراعي ينص على التعاون العلمي والتقني لتطوير منتجات لبنان النباتية والحيوانية. وقال فاخوري ان فرنسا تعهدت بموجب البروتوكول تدريب اختصاصيين وتقنيين لبنانيين من العاملين في القطاع الزراعي. وأكد فاخوري، في لقاء صحافي عقد في مقر السفارة اللبنانية في باريس، على ضرورة تغيير التوجه الذي يحكم الاقتصاد اللبناني والذي يستند الى كون لبنان ملتقى الشرق والغرب ونشاطه الاقتصادي محصور بقطاع الخدمات. وقال فاخوري أن حصر الاقتصاد بقطاع الخدمات ادى الى اهمال الزراعة وهجرة المناطق الريفية، ما جعل الاقتصاد يقوم على رجل واحدة بدلا من أن تكون له أسس ثلاثة هي الخدمات والزراعة والصناعة وأيضا العمل الحرفي. وأكدّ أنه في ظل البطالة والركود السائدين اليوم بات من الضروري تصحيح الاتجاه المعتمد والعمل على احياء الزراعة والصناعة لإيجاد فرص عمل جديدة. وذكر فاخوري أنه نتيجة الوضع السائد فإن لبنان يستورد سلعا بقيمة 7.5 بليون دولار سنويا من ضمنها بليوني دولار من مواد غذائية غالبيتها قابلة للتصنيع والانتاج في لبنان. وعرض فاخوري مجموعة من الخطوات تم اتخاذها أملا في تصحيح الوضع ومن بينها اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي يتعامل معها لبنان.