تقول شركة "يونيليفر" البريطانية - الهولندية العملاقة انها تساهم في حملة توعية صحية تشمل نحو مليون شخص في المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون ينتظر ان تعزز حصة الشركة في السوق الاقليمية للمنتجات الصحية الخاصة بوقاية الفم والأسنان. وأشار كبير مديري قسم منتجات العناية بالأسنان في شركة "يونيليفر العربية" يان هاري في تصريح الى "الحياة" الى ان بلدان دول مجلس التعاون تعاني من ظاهرة تردي صحة أسنان الأطفال الذين يصابون بالتسوس وهم في حداثة العمر. ويعيد هارلي هذه الظاهرة الى ارتفاع الدخل في الأعوام العشرين الماضية وما صاحبه من نمو في القدرة الشرائية للعائلات وأطفالها في الوقت الذي تزايد حجم المعروض من الحلويات ومنتجات الشوكولا والمشروبات الغازية. وأشار الى ان "زيادة الدخل لم تترافق مع ارتفاع في مستوى الوعي الصحي وإيلاء مزيد من الاهتمام بالعناية بصحة الأسنان واللثة". وقال هارلي: "ما نحاول الوصول اليه توعية التلاميذ الصغار بين سن السادسة والحادية عشرة لأن الدراسات تشير الى ان هذا العمر يشكل فرصة مناسبة لتغيير عادات الأطفال. كما انه العمر الذي يصبح ممكناً فيه تعويد الأهل على الاهتمام بالمسألة في شكل أكبر". وتعمل "يونيليفر العربية" مع جميع وزارات الصحة في دول مجلس التعاون على زيادة الاهتمام بصحة الفم. وهدفها من وراء ذلك الترويج لمنتجاتها وتوسيع حجم السوق ومقدار الطلب على مستحضرات العناية بالأسنان واللثة، على أمل ان تضاعف حصتها من اجمالي المبيعات في بلدان المنطقة. ويقول هارلي: "طورنا برنامجاً مع المدارس في الدول الخليجية لتدريب وتأهيل التلاميذ وتوعيتهم في ما يتعلق بوقاية الأسنان واللثة والمحافظة علىها نظيفة وصحية مع تشجيع الأساتذة والعائلات على المشاركة في هذه التجربة". ويضيف: "على مدى الأعوام الپ25 الماضية عملنا مع وزارات الصحة في دول الخليج وطورنا برامج تربوية اسمها برامج "سيجنال" للمدارس. وأكبر برنامج لدينا يشمل التلاميذ في عمر العاشرة وهم تلاميذ المدارس الابتدائية. ويبلغ عدد التلاميذ الذين يشملهم برنامجنا للسنة الجارية 400 ألف تلميذ ينتمون الى هذه الشريحة العمرية". ولا تعتبر "يونيليفر العربية" الشركة الوحيدة التي تقوم بحملات ترويجية لتعليم الأطفال العناية بالأسنان. الا انها تقول عن نفسها انها الوحيدة التي تغطي هذه الشريحة الكبيرة من الأفراد. وتركز الحملة الترويجية على صحة الفم وهي موجهة للأطفال بوسائل تعليمية قريبة من أذهانهم، وذلك من خلال كتيب مصور يمكنهم من خلاله التعرف على كيفية العناية بالفم والأسنان ويتم بيعه داخل عبوات معجون الأسنان، عارضاً شخصية "سترابسي" محارب التكلس وتسوس الأسنان ومتضمناً صفحات يمكن تلوينها وإرسالها بالبريد أو وضعها في الصناديق المخصصة لذلك في محلات السوبرماركت الكبيرة. ويتم من ثم اجراء القرعة لاختيار ستة فائزين من دول الخليج ينال كل منهم رحلة لمدة خمسة أيام مدفوعة التكاليف بالكامل من شركة "الامارات للعطلات" الى "يورو ديزني" في باريس لشخصين بالغين وطفلين. ويقول هاري: "اننا نؤمن أيضاً المعلومات والكتب والأدوات التعليمية ضمن برنامج "سيجنال" الخاص بالمدارس والذي يحتوي أيضاً برنامجاً لغسل الأسنان بالفرشاة. وبعدما ينهي التلميذ البرنامج يحصل على شهادة من وزارة الصحة عبر المدرسة لتكون بذلك أول شهادة رسمية يحصل عليها التلميذ". ويبلغ حجم منتجات تنظيف الأسنان ومعاجينها في منطقة مجلس التعاون 10 آلاف طن سنوياً يصل ثمنها الى 65 مليون دولار. ويذكر كبير مديري قسم منتجات العناية بالأسنان في "يونيليفر العربية" ان شركته تستحوذ على أكثر من 60 في المئة من أسواق دول مجلس التعاون واليمن، مشيراً الى أن "أكثر المنتجات شهرة" في هذه البلدان هو "سيجنال" الذي تأتي بعده ماركة "كلوس أب" التي تصنف الماركة رقم اثنين في السوق"، ما يجعل منتجات يونيليفر العربية الأكثر انتشاراً في منطقة الخليج على حد قوله. وتعتبر شركة "يونيليفر" احدى أكبر شركات المواد الاستهلاكية في العالم وهي تسوق ما يزيد على ألف منتج من المواد الاستهلاكية المعروفة في 100 بلد. كما انها حاضرة في السوق الخليجية منذ نصف قرن حيث بنت المصانع لتصنيع منتجاتها محلياً لا سيما في السعودية جدة والدمام بالتعاون مع شركاء محليين. ويبلغ عدد موظفي "يونيليفر" في دول مجلس التعاون 1600 موظف ما يزيد على 500 منهم في دولة الامارات وامارة دبي تحديداً، حيث انتقلت عملياتها التسويقية الخليجية منذ عام 1991. وتتولى الشركة تطوير منتجات خاصة بالسوق المحلية وبما يتلاءم مع حاجات المستهلكين وطبيعة المكونات الخاصة بحياتهم اليومية خصوصاً مكونات الفلورايد الذائبة في مياه الشفة. وتتوزع أنشطة "يونيليفر" التي فاق دخلها السنوي العام الماضي 42 بليون دولار وأرباحها 3.2 بليون دولار، على نوعين رئيسيين: الأول يخص الأغذية والمشروبات وهذا يتضمن شركات "ليبتون" و"ايس تي" للشاي والمارجرين والأيس كريم، بما في ذلك شركة "والز" للمثلجات، والثاني يخص مستحضرات العناية بالمنزل من جهة والصحة الفردية من جهة ثانية والتي تندرج فيها العناية بالفم وصحة الأسنان التي تقسم الى فرعين: شعبة معاجين الأسنان وشعبة فراشي الأسنان. ويقول هارلي ان متوسط حجم استهلاك الفرد في سوق دول مجلس التعاون يبلغ 250 غراماً من معجون الأسنان سنوياً وهو معدل منخفض بالمقارنة مع مستوى الاستهلاك في مجال العناية بالأسنان والفم في أوروبا الذي لا يقل عن 400 غرام سنوياً، مؤكداً ان توعية الأفراد الى أهمية العناية بالأسنان وصحة الفم واللثة من شأنه ان يرفع مستوى الاستهلاك الى المستويات الدولية وبمعدل يبلغ 60 في المئة على الأقل من المستوى الحالي لمبيعات معاجين الأسنان التي تمثل نسبة 70 في المئة من اجمالي مبيعات منتجات الأسنان مقابل 25 في المئة للفراشي. ويشير الى انه بين أصحاب الدخل المتدني في المدن الخليجية، هناك نسب مرتفعة من الأطفال الذين يشترون مقادير أكبر من الحلوى ما يؤدي الى اصابة اسنانهم بالتسوس وسقوطها بعد ذلك. وسمحت الجهود التي بذلتها وزارات الصحة الخليجية في تحسين مستوى العناية بالفم كما حدث في امارة الشارقة التي سجلت مذ بدأت قبل عامين برنامجاً للتوعية الصحية تراجع حجم المشاكل التي تعاني منها أسنان الأطفال، في الوقت الذي بات عدد كبير من وزارات الصحة الخليجية يفرض جعل غسل الأسنان واجباً يومياً في المدارس. وقال هارلي ان شركته أعدت برنامجاً واسع النطاق مع وزارة الصحة السعودية يشمل 100 الف تلميذ في الصف الأول الابتدائي ممن هم في سن الست سنوات. وأضاف: "خلال العامين الماضيين نفذنا في السعودية مشروعاً جديداً بالتعاون مع وزارة الصحة أطلق عليه اسم البرنامج الريفي، وهو يشمل القرى والمناطق الريفية في السعودية التي يلاحظ انخفاض مستوى الوعي بأهمية صحة الفم فيها. ويتضمن البرنامج القيام بزيارات تفقدية وارشادية يتولاهما أطباء وخبراء صحة يجولون من بيت الى بيت. وهذا حسب معرفتنا، هو البرنامج الوحيد الذي تقوم به الحكومة السعودية مع أي مصنِّع للمعاجين ومستحضرات العناية بالفم". ويضيف ان "يونيليفر العربية" تستحوذ على 60 في المئة من اجمالي السوق السعودية مقابل 85 في المئة من المناطق الريفية وحدها، ما يظهر الأهمية الترويجية للحملات الصحية التي تشمل الجولة على المنازل وتقديم النصح والارشادات الطبية للعائلات وتزويدها بعض الصابون ومعاجين الأسنان والفراشي وبعض الكتب التربوية التي تتضمن شروحات توضيحية وتربوية. وتعمل "يونيليفر العربية" مع "الجمعية السعودية لطب الأسنان" وهي هيئة طبية تدار من قبل كلية طب الأسنان في الرياض وتتولى العمل مستشاراً للحملة الترويجية. ويقول كبير المديرين ان شركته هي شركة منتجات وقاية الأسنان الوحيدة التي تحظى بدعم "الجمعية السعودية لطب الأسنان" التي تضع شعارها وعبارة "نوصي به" على معجون "سيجنال" المباع في السوق السعودية. ويضيف ان مستحضر "سيجنال" هو الوحيد الذي تبنته الجمعية السعودية اعترافاً منها بمستوى التكنولوجيا المتقدم لدى "يونيليفر". ويقول في هذا الصدد: "في العادة يزيل معجون الأسنان بقايا الطعام ويؤمن بعد ذلك حماية للأسنان واللثة بفضل الفلورايد الذي يشكل غشاء يحمي الأسنان من الحوامض والجراثيم. وهناك أنواع عدة من الفلورايد تماماً كما هي عليه الحال مع أنواع المسكنات التي تعتمد مشتقات أساسية رئيسية. وقد نجحت يونيليفر بعد خمسة أعوام من الأبحاث في استنباط معجون أسنان سيجنال الذي يقدم حماية تزيد بنسبة سبعة في المئة عن بقية أنواع المعاجين التي تستخدم مادة الفلورايد في تركيبها". ويقول هارلي: "ان أوروبا تضع قيوداً على كميات الفلورايد المستخدمة في المياه. اما في دول مجلس التعاون فإن مياه الشفة محلاة مما يغني عن وضع الفلورايد فيها لتعقيمها. وما قامت به يونيليفر وشركات معاجين الأسنان الأخرى هو خفض نسبة الفلورايد التي يمكن ان تبقى في اللعاب بعد غسل الأسنان. وقد نجحنا في معالجة هذه المسألة الى حد ان استخدام معجون الأسنان الذي نصنعه 20 مرة أو 30 مرة في اليوم أو حتى أكثر لا يمكن ان يحلق أذى بالصحة. وبفضل مستوى الحماية الذي نقدمه توصي الجمعية السعودية لطب الأسنان باستخدام منتجاتنا". ويتابع قائلاً: "ان الفلورايد هو الأكثر أهمية للأطفال لمنع التسوس كمشكلة أولية. اما بالنسبة الى البالغين فالمشكلة تتمثل في اللثة وأمراضها واحتمال ضمورها في كل مرة يتركز فيها الجير عند حوافها. لذا فإن الحل يقضي باستخدام معاجين الأسنان التي تؤمن حماية كاملة وتتضمن نوعاً من المضادات الحيوية. وهذه المعاجين ومنها "سيجنال 2" هي عادة أغلى بعض الشيء من المعاجين التقليدية".