بغداد - أ ف ب، رويترز - أنهى فريق تفتيش دولي وديبلوماسيون امس اول عملية في اطار تفتيش القصور الرئاسية العراقية. وتزامنت العملية مع مغادرة ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم بغداد وتأكيده ارتياحه الى "التعاون العراقي". وفتش الفريق الذي يقوده الديبلوماسي السري لانكي جاياناشا دانابالا مجمع الرضوانية في بغداد احد اكبر المواقع الرئاسية الثمانية التي وافق العراق على تفتيشها في اتفاق وقعه في 23 شباط فبراير الماضي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وروى شهود ان قافلة من 20 سيارة تابعة للأمم المتحدة، رافقتها نحو 12 سيارة تابعة لپ"دائرة الرقابة الوطنية" العراقية دخلت المنطقة الأمنية المحيطة بمجمع الرضوانية في الساعة العاشرة صباحاً، ومنعت قوات الأمن العراقية الصحافيين من اللحاق بالقافلة. وبموجب الاتفاق الذي انهى أزمة ومكّن من تفادي توجيه ضربة عسكرية للعراق، يرافق ديبلوماسيون خبراء "اونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقبل بدء التفتيش صرح دانابالا، الذي عينه انان على رأس الفريق الخاص المكلف تفتيش المواقع الرئاسية بأنه "مقتنع بأن الارادة الطيبة للطرفين العراق والأمم المتحدة ستمكّن من تطبيق الاتفاق". وأكد دانابالا، الذي كرر قبل أيام ان عمليات التفتيش ستجرى في شكل مفاجئ ان العراقيين "لا يعرفون أين نذهب وأي موقع سنتفقد". لكن الديبلوماسيين كشفوا مساء أول من امس تاريخ أول عملية تفتيش، وأبلغوا احدى وكالات الانباء ان مجمع الرضوانية سيكون الهدف. وقال الديبلوماسي الايطالي بييترو كوردوني: "لا نريد ان نفاجئ احداً. ارسل بلاغ الى السلطات العراقية من دون اعطاء تفاصيل محددة، وسنقوم بدور المساعد لأونسكوم كوسيلة للحفاظ على سيادة البلاد وكرامتها". وأفاد الديبلوماسي الألماني هورست هولتهوف ان عشرين ديبلوماسياً شاركوا في اليوم الأول لعمليات تفتيش القصور، وأشار آخرون الى ان زيارة المواقع الثمانية تهدف الى تفقدها ومسحها في شكل مركز تمهيداً لعمليات تفتيش محتملة في المستقبل. وتوقعوا ان تكتمل الزيارات بحلول الخامس من الشهر المقبل. واكدوا ان المفتشين سيجرون عمليات مسح للمواقع من الداخل والخارج بينما تتولى طائرة هليكوبتر عملية مماثلة. الى ذلك اكد بتلر في مؤتمر صحافي عقده في بغداد اول من امس، ارتياحه الى تعاون السلطات العراقية مع الاممالمتحدة. واعلن ان العراق قدّم للجنة الخاصة معلومات جديدة عن الاسلحة قبل وصوله الى بغداد، وخلال محادثاته مع المسؤولين العراقيين. وتابع: "اذا استمر العراق باظهار التعاون نفسه، سنتمكن هذا العام من تحقيق تقدم مهم في اتجاه انهاء مرحلة نزع الاسلحة في مجالات الصواريخ والاسلحة الكيماوية. سنواصل العمل في الاجتماعات المقبلة للجان التقويم الفني لعملية نزع الاسلحة كذلك على الارض باجراء عمليات تفتيش جديدة". ولفت الى تحقيق تقدم في ملف الاسلحة الكيماوية، لكنه شدد على ان هناك "مشواراً طويلاً" في مجال الاسلحة البيولوجية. وذكر ان العراق ومجلس الامن اتفقا على انهما لا يسعيان الى "اغلاق" ملفات الاسلحة بل "نقلها" من وضع نزع السلاح الى وضع المراقبة والتحقق المستمرين. واوضح ان "الاغلاق يعني، ضمنياً، ان المشكلة انتهت تماماً، واذا كان هناك بعض البقايا المفقودة هنا او هناك غير ذات اهمية لتشغيل نظام الصواريخ سأكون مستعداً لأن اقول: هذا الملف جاهز للنقل". وتوجه بتلر الى نيويورك حيث سيحضر الاسبوع المقبل اجتماعاً لمفوضي اللجنة الخاصة، وسيقدم تقريراً الى مجلس الامن في 11 نيسان ابريل المقبل.