قرر الحزب الناصري في مصر مقاطعة انتخابات مجلس الشورى التي ستجرى في نهاية الشهر المقبل لاختيار نصف عدد الاعضاء وعددهم 132 نائباً. وقال الأمين العام للحزب السيد ضياء الدين داود ل "الحياة" إن "الأمانة العامة قررت مقاطعة الانتخابات المقبلة احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة اقتراحات المعارضة بتعديل قوانين وإجراءات تسمح بعدم التلاعب أو حدوث تزوير في إرادة الناخبين". يذكر ان جماعة "الاخوان المسلمين" اعلنت الاسبوع الماضي مقاطعتها هذه الانتخابات. وشدد داود على أن قرار المقاطعة يحظر على الاعضاء الترشيح في الانتخابات، ويمتد الى رفض تعيين أي من قيادات الحزب في عضوية المجلس الذي يختار ثلثي اعضائه بالانتخاب والباقي بقرار من رئيس الجمهورية. واشار داود الى أن "الحكومة لم تلتفت لشكاوى متعددة اعلنتها كل احزاب المعارضة في شأن مخالفات شابت الانتخابات البرلمانية والمحلية البلديات الاخيرة مما اجبرنا على قرار المقاطعة إذ أن المشاركة لم تعد ذات معنى". وأوضح داود أن حزبه اتخذ قراره منفرداً من دون اتصالات مع بقية احزاب وقوى المعارضة، لكنه شدد على أن "قرار المقاطعة لا ينسحب على المستقبل وسيكون موقفنا من أية انتخابات مقبلة وليد الظروف المحيطة بها". ولوحظ أن احزاب المعارضة لم تعقد اجتماعاً لمناقشة توحيد موقفها من الانتخابات المقبلة على خلاف ما كان يحدث في السنوات الماضية وعزا مراقبون ذلك الى تفضيل كل اتجاه تحديد موقفه منفرداً بعد عدم نجاح مبدأ التنسيق بينها في الانتخابات السابقة. من جهة اخرى، قال قيادي في حزب التجمع اليساري إنه لم يتقرر حتى الآن الموقف من انتخابات مجلس الشورى، والمعروف أن التجمع قرر عدم المشاركة في الانتخابات المماثلة قبل 3 سنوات غير أنه لم يحظر على اعضائه الترشيح فيها، ووافق على تعيين أمينه العام الدكتور رفعت السعيد ممثلاً له في المجلس. وتتحفظ أحزاب المعارضة عن وجود مجلس الشورى الذي لا يمتلك صلاحيات تشريعية ويمارس دوراً استشارياً فقط، غير أنها لم ترفض مبدأ تعيين ممثلين لها في عضويته التي تضم مندوباً من احزاب الوفد والتجمع والاحرار والامة والعدالة الاجتماعية ، فيما يسيطر الحزب الوطني الحاكم على 259 مقعداً فيه.