احتفلت حركة التمرد السابقة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) بتحوّلها حزباً سياسياً، طالبةً «الصفح»، كما مدّت يدها ل «مصالحة» سعياً إلى «بناء بلد مختلف». واقترحت تشكيل ائتلاف سياسي يخوض الانتخابات النيابية المرتقبة عام 2018. وتجمّع آلاف من أنصار الحركة في ساحة بوليفار وسط العاصمة بوغوتا، على بعد أمتار من قصر الرئاسة الذي هاجمه المتمردون عام 2002 بقنابل يدوية الصنع، مرحبين بحزب «القوة المشتركة الثورية البديلة» (فارك)، وهو اسمها الجديد الذي اختير خلال مؤتمر نظمته في بوغوتا وحضره حوالى 1200 مندوب. لكن قرار الحركة بالاحتفاظ باسمها المختصر الشهير بالإسبانية (فارك) أثار دهشة، إذ إن كثيرين يربطون هذا الاسم بعمليات قتل وجرائم. وكان اتفاق تاريخي للسلام أبرمته الحركة مع الرئيس خوان مانويل سانتوس في كوبا أنهى نزاعاً دام أكثر من نصف قرن، وأوقع أكثر من 260 ألف قتيل وفقدان 60 ألف شخص وتهجير 7.1 مليون. وقبل أن يلقي خطابه أمس، تسلّم قائد «فارك» رودريغو لوندونيو، المعروف ب «تيموشنكو»، باقة ورد أحمر، الشعار الجديد لحزبه. وقال: «نلقي السلاح لنعمل في السياسة، سلمياً وشرعياً. نريد أن نبني وإياكم بلداً مختلفاً». وأضاف: «لا نتردد في مدّ اليد تعبيراً عن الصفح والمصالحة. نريد كولومبيا بلا كراهية، وجئنا لندعو إلى السلام والحب الأخوي بين المواطنين». ودعا إلى تشكيل «حركة الحركات» من أجل قضايا المتمردين السابقين، لا سيّما العدالة الاجتماعية والإصلاح الزراعي وضمان مجانية التعليم والطبابة للجميع. كما شدّد على ضرورة مكافحة الفساد واستيعاب المهمشين، مثل السود والسكان الأصليين. واقتراح تشكيل ائتلاف سياسي يخوض الانتخابات النيابية المرتقبة عام 2018، ودعم مرشح لانتخابات الرئاسة في العام ذاته، يضمن تطبيق اتفاق السلام المُبرم مع سانتوس. وتابع: «سندعم مرشحاً مستعداً لتحصين الاتفاق ومنع الإضرار به». وقبل ساعات من التجمّع، نظم مئات من المقاتلين السابقين والناشطين الشيوعيين السريين مسيرة إلى ساحة بوليفار، حاملين ورداً أحمر وأعلام الحزب الجديد، ومؤكدين استعدادهم لمنافسة اليمين الليبرالي والمحافظ على الحكم في كولومبيا. وكان القائد السابق للحركة بابلو كاتاتومبو ذكر أن الحزب الجديد سيكون له «طابع شامل» موجّه إلى كل قطاعات المجتمع، وزاد: «إنه حزب جديد من أجل كولومبيا جديدة». وأضاف أن القيادة الوطنية للحزب التي ينتخبها المؤتمر وتضمّ 111 عضواً، ستختار قريباً مرشحين للانتخابات النيابية. وينصّ اتفاق السلام على تخصيص 10 مقاعد ل «فارك» في مجلسَي الكونغرس حتى عام 2026. لكن على الأعضاء العشرة في المجلسين الترشح للانتخابات، فيما يأمل «فارك» بزيادة عدد مقاعده مستقبلاً. إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حضّ سانتوس، في اتصال هاتفي، على شنّ حملة على إنتاج المخدرات وتهريبها في كولومبيا.