ضم البابا يوحنا بولس الثاني صوته الى الآلاف في مختلف انحاء العالم وخصوصاً في باكستان وايران داعياً الى التضامن مع الافغانيات في مناسبة يوم المرأة العالمي امس الأحد. وتحولت المناسبة الى فرصة للدعوة الى صون حقوق المرأة الافغانية التي تعاني القهر. وفي بيشاورالباكستانية أ ف ب، وجهت منظمات افغانية للدفاع عن حقوق المرأة نداء دعت فيه المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على حركة "طالبان" للحد مما وصفته ب "التمييز ضد النساء" في افغانستان وسلب حقوقهن. ولاحظت المسؤولة في جمعية النساء الافغانيات جميلة حبيب ان "التمييز ضد النساء بات مشكلة مألوفة في العالم اليوم لكن ما تعيشه النساء في افغانستان من غبن فريد من نوعه ولا سابق له". وتطبق "طالبان" تفسيراً متشدداً للشريعة الاسلامية في المناطق الافغانية الخاضعة لسيطرتها فتحظر على النساء العمل وارتياد المؤسسات التعليمية وتقيد حركتهن في المستشفيات ما جعل من الصعب عليهن الاستفادة من العناية الصحية. وأوضحت جميلة حبيب لعدد من الصحافيين في مناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به هذا العام تحت شعار دعم المرأة الافغانية ان من غير المسموح للنساء الافغانيات "حتى ان يخرجن من منازلهن"، وهو تدبير فرضته الحركة الاسلامية منذ تسلمها السلطة في كابول في ايلول سبتمبر 1996. اما رئيسة مجلس النساء الافغانيات فاتنة جيلاني فشددت على ان القرآن يبيح للمرأة تحصيل العلم وتولي مهن شريفة. ولفتت الى ملايين النساء الافغانيات اللواتي فقدن مصدر عيشهن وبتن يعانين اليوم مشكلات مادية وصعوبات في توفير الحاجات الاساسية لعائلاتهن. وأكدت ان المرأة الافغانية لا تطالب بامتيازات ولكن فقط ب "الحقوق التي يعطيها لها الدين الاسلامي". وفي طهران رويترز، قالت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني لشؤون البيئة ان النساء في بلادها يسمعن الصرخات المكتومة للافغانيات في ظل حكومة "طالبان". وأدلت ابتكار بذلك في اجتماع نسائي في مدينة مزار الشريف شمال افغانستان في اطار الاحتفال بيوم المرأة العالمي. وفي الفاتيكان أ ف ب، وجه البابا يوحنا بولس الثاني امس نداء للتضامن الدولي مع النساء الافغانيات دون ان يسميهن . وكان البابا يلقي عظة استغلها لتوجيه نداء "من اجل النساء اللواتي تنكر عليهن الانظمة الحاكمة في بلادهن حتى اليوم حقوقهن ويعشن معزولات ومحرومات من الدراسة أو ممارسة مهنة ولا حتى التعبير عن آرائهن علناً". وقال البابا: "آمل ان يعجل التضامن الدولي في الاعتراف الضروري بحقوقهن". وأضاف في ما يخص النساء عامة: "اتمنى ان يتم الاعتراف للنساء بكرامة مساوية وكذلك تثمين صفاتهن الخاصة". وأعرب عن اسفه ل "كوننا ورثة تاريخ مليء بمفاهيم معلبة تجعل طريق المرأة صعبة وتقود احياناً الى انكار كرامتهن". وكرست مجموعة من 50 امرأة من الناشطات في مجال حقوق الانسان برئاسة ايما بونينو مفوضة الشؤون الانسانية في الاتحاد الاوروبي، يوم المرأة العالمي للمرأة في افغانستان.