لندن، واشنطن، كابول، اوتاوا – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس، انه يتوقع ظهور مؤشرات الى التقدم في الحرب التي يقودها الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان «نهاية السنة»، على رغم ارتفاع عدد قتلى الجنود الاجانب. وقال في لندن إن «قائد قوات حلف الاطلسي في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال واثق تماماً انه سيتحدث في نهاية السنة عن تقدمٍ كافٍ يثبت صحة الاستراتيجية العسكرية في البلاد، ويبرر مواصلة العمل على هذه المسألة»، تمهيداً لنقل أكبر قدر من المهام الى القوات الأفغانية في أجزاء من البلاد الشتاء المقبل. واوضح ان زيادة السيطرة الأفغانية ستبدأ في مناطق شهدت تحسناً أمنياً، وتقدماً في الحكم المدني، أي القدرة على توفير قدر من حكم القانون والخدمات الحكومية للشعب، اذ يجب أن يكون الطريق ممهداً على الصعيدين المدني والعسكري لبدء العملية الانتقالية». ورجح غيتس مواجهة «صيف صعب» يشهد زيادة في العنف مع توغل القوات الأميركية في ولاية قندهار الجنوبية. تزامن ذلك مع اعلان الحلف مقتل اربعة من جنوده في اسقاط مروحية جنوبافغانستان ما رفع الى 23 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا هذا الاسبوع في تصاعد واضح للعنف. وفي واشنطن، صرح مسؤولون أميركيون وأفغان ومسؤولون عسكريون ومدنيون في الحلف الأطلسي بأن «الخطة لشن عملية عسكرية واسعة في قندهار استبدلت باستراتيجية تمنح اولوية لجهود إعادة الإعمار المدنية والتحرك العسكري في موقع ثانوي، وتشمل تعزيز الفرق المحلية لإعادة الاعمار التي ادارها كنديون بوجود موظفين أميركيين من السفارة في كابول ووكالة التنمية الدولية ووزارة الزراعة». وسيرتفع عدد المدنيين الأميركيين في قندهار الى 160 شخصاً هذا الصيف. ويوظف الأميركيون مزيداً من الأفغان للمساعدة في تسريع عملية تقديم خدمات للسكان. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسؤولين قولهم إن «الاستراتيجية اعتمدت بسبب اعتراض السكان ومسؤولين حكوميين على العملية العسكرية في قندهار». وأوضح هؤلاء المسؤولون ان هناك قلقا أيضاً على حظوظ نجاح العملية العسكرية في قندهار، لأن التحرك العسكري في مرجة بولاية هلمند المجاورة لم ينجح كما كان مخططاً له. وأشار مسؤولون أفغان إلى ان قندهار تشهد بعض القتال، لكن لن تحصل عملية عسكرية واسعة. الى ذلك، استبعد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس حلول جنود بريطانيين بدلاً من كنديين في قندهار، لدى انسحاب القوات الكندية من المنطقة المضطربة في جنوبافغانستان نهاية السنة المقبلة. وكانت وسائل اعلام افادت بأن شخصيات عسكرية بارزة تفضل أن يحل جنود بريطانيون بدلاً من الكنديين، علماًَ ان بريطانيا تنشر أكثر من 9500 جندي يقاتلون متمردي «طالبان» خصوصاً في هلمند. وتعتبر الاستراتيجية الخاصة بافغانستان في مقدمة أولويات السياسة الخارجية للحكومة الائتلافية التي تشكلت من حزبي المحافظين والديموقراطيين الاحرار بعد الانتخابات البرلمانية التي اجريت في السادس من ايار (مايو) الماضي. قرارات «الجيركا» وحقوق النساء على صعيد آخر، اعلنت موسادا جلال، الوزيرة الافغانية السابقة اول امرأة ترشحت للانتخابات الرئاسية في بلادها، خلال زيارتها كندا من اجل الادلاء بشهادتها امام لجنة برلمانية فرعية حول حقوق الانسان والتنمية، ان اطلاق مفاوضات سلام مع «طالبان» سينعكس سلباً على حقوق النساء في بلادها. وقالت جلال التي تدير مؤسسة تحمل اسمها وتسعى الى تعزيز موقع المرأة الافغانية عبر التربية والاعلام: «المفاوضات التي اقترحها المجلس القبلي (جيركا) الاسبوع الماضي مع طالبان خبر سيئ للنساء في افغانستان، وآمل الا يحصل ذلك»، علماً ان مشاركين في «الجيرغا» أكدوا ان هذه المفاوضات ستشكل الفرصة الاخيرة للتوصل الى سلام في بلد يعاني حرباُ اهلية منذ ثمانية اعوام». واضافت: «مع بداية النظام الحالي، املت النساء بتغييرات في افغانستان. لكن شهدنا تراجعات خلال الاعوام الاخيرة». واوضحت ان الدول الغربية مولت بناء مدارس للفتيات، لكن المتمردين قتلوا مدرسات ورشقوا طالبات بمادة الاسيد لاحباطهن، «ما جعلهم يرهبون النساء المناضلات»، فيما منعت مجالس دينية النساء من الخروج من منازلهن من دون ان يرافقهن رجال. وشددت جلال على ان العائق الاكبر امام نهضة النساء في افغانستان يتمثل في الثقل الاقتصادي والسياسي للحرس القديم، لافتة الى ان «السلطة السياسية باتت مهنة» بالنسبة الى امراء الحرب. ودعت المجتمع الدولي وكندا الى الوفاء بالتزاماتهما في افغانستان بهدف حماية حقوق النساء وتعزيزها. وقالت «افغانستان مريضة جداً. لا تستطيع ان تقف على قدميها. انها تحتاج الى علاج ومساعدة». فرار زعماء متشددين اعلن وزير الخارجية شاه محمود قرشي ان الانتصارات العسكرية التي حققتها بلاده في مناطق قبلية مثل وادي سوات وملقند اجبرت زعماء متشددين على الفرار الى خارج المسرح الباكستاني – الافغاني، والانتقال الى دول اخرى يتواجد فيها تنظيم «القاعدة». وقال: «معلوماتنا انهم ذهبوا الى مناطق مختلفة مثل الصومال واليمن وسواها. لم يعد الحزام القبلي ملاذاً آمناً»، مشيراً الى مقتل واعتقال متشددين اقل اهمية في اقليم البنجاب (شرق) بعد حوادث كبيرة استهدفت لاهور، آخرها هجومان انتحاريان على مسجدين لطائفة الاحمدية الشهر الماضي اسفرا عن مقتل اكثر من 90 شخصاً، واثارا غضب السكان. وكشف قرشي ان اولوية باكستان المقبلة هي قتال «طالبان» في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، «حيث يتحرك الجيش لشن هجوم باسلوب محسوب، بعد نجاح العملية العسكرية في جنوب وزيرستان». والتقى قرشي مع نظيره الافغاني في محادثات لبناء الثقة في اسطنبول الاثنين الماضي. وقال إن «العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ منذ تولي حكومة ديموقراطية الحكم في باكستان قبل سنتين». وسئل قرشي اذا كان وجود الهند في افغانستان ما زال يقلق باكستان فقال: «تستطيع باكستان المساعدة في التحديات الامنية التي تواجه افغانستان اكثر مما يمكن ان تساعد الهند، لذا اعتقد أن زيادة التواجد لن يكون سليماً».