نيودلهي - أ ف ب - أعلن رسمياً امس الخميس انه لن يتم تشكيل حكومة في الهند قبل الاسبوع المقبل على الاقل في حين يواصل المتطرفون الهندوس الفائزون في الانتخابات التشريعية مساعيهم لاقامة ائتلاف حكومي. واوضحت اللجنة الانتخابية انها سترفع تقريرها الرسمي الى رئيس الجمهورية ك.ر. نارايانان في 11 او 12 الشهر الجاري بعد انتهاء عمليات التصويت في بعض الدوائر السبت. وبعد ذلك، سيدعو الرئيس الائتلاف الذي يعتبره الاكثر قدرة على تشكيل حكومة مستقرة. وسيكون على هذا الائتلاف ان يثبت حصوله على غالبية اثناء جلسة تصويت في البرلمان الذي سيجتمع في 15 الجاري. ولا يزال رئيس الوزراء المستقيل ايندر كومار غوجرال يصرف الاعمال منذ سقوط حكومته المؤلفة من الجبهة الموحدة والوسط اليسار في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. واكد حزب الشعب الهندي امس انه واثق من نجاحه في جمع ما يكفي من الاحزاب لتشكيل ائتلاف قادر على تشكيل حكومة مستقرة الاسبوع المقبل. في غضون ذلك، اشار مراقبون الى ان 12 شخصاً من اصل 970 مليون نسمة هو عدد الهنود، يتحكمون هذه الايام بتركيبة الحكومة المقبلة في اكبر ديموقراطية في العالم. وهؤلاء هم اعضاء حزب تيلوغو ديسام الحاكم في ولاية اندرا براديش في جنوبالهند ويتزعمهم شاندرابابو نايدو، الذي شرعت كل التنظيمات السياسية الكبرى في تقديم عروض له بالانضمام اليها في ائتلاف حكومي يمكن ان يؤمن الغالبية النيابية. لكن نايدو 47 عاماً ادرك مصدر قوته الجديدة، يجعل هذه الاحزاب ومعها الهند كلها تحبس انفاسها. وكان ينتظر مجيئه الى نيودلهي لكنه فضل البقاء في مدينته حيدر اباد. وكان حزب الشعب الهندي جاناتا بارتي فاز في الانتخابات وحصل على 249 مقعداً من اصل 545 يتألف منها البرلمان. وهذه النسبة لا تخوله تشكيل حكومة بمفرده، لذلك شرع في اتصالات مع احزاب صغيرة لتأمين الغالبية اللازمة وهي 273 مقعداً. وينطبق الأمر نفسه على خصومه الذين يتهمونه بالطائفية. ويتمثل هؤلاء في حزب المؤتمر الذي حصل على 166 مقعداً والجبهة الموحدة، 93 مقعداً اللذين يحاولان اقامة ائتلاف بينهما لقطع الطريق على حزب الشعب. ولتأمين العدد اللازم من المقاعد للحصول على الغالبية، يتسابق الجميع لكسب ود الاحزاب الصغيرة التي لا تنتمي الى اي من التيارات الكبرى والتي تملك مجتمعة 22 مقعداً. ولأن هذا العدد لا يكفي لتأمين غالبية مطلقة، يحاول حزب الشعب شق صفوف الجبهة الموحدة التي هي عبارة عن ائتلاف غير متجانس يضم ولاءات مختلفة تبدأ من الوسط وتنتهي بالشيوعيين مرورا بحزب تيلوغو ديسام الذي تفيد "اشارات" غير رسمية انه يميل للتحالف مع المتطرفين. واذا انسحب هذا الحزب الصغير من الجبهة الموحدة، سقطت كل آمال حزب المؤتمر الذي لن يعود قادراً على تشكيل حكومة تحظى بالغالبية. ولم يعط نايدو حتى الآن اي اشارة واضحة الى توجهاته وقال انه يريد البقاء "على مسافة متساوية" من الجميع "في الوقت الحاضر". ونايدو الذي يوصف بأنه "مجنون" بالمعلوماتية لا ينفصل على الاطلاق عن حاسوبه النقال، ويقول انه يريد ان يجعل من اندرا براديش الولاية الهندية الاكثر حداثة. ويمثل نايدو الجيل الجديد للقادة الهنود، وقد طرح اسمه كرئيس وزراء محتمل في حال فوز الجبهة الموحدة في الانتخابات. لكن الجبهة كانت الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات وفقدت نصف مقاعدها تقريباً. اما حزب نايدو نفسه فقد خسر اربعة مقاعد. وقال احد مسؤولي حزب تيلوغو ديسام "ليس هناك اصدقاء دائمين او اعداء دائمين في السياسة". وذكر الناطق باسم الحزب وزير الصحة السابق رينوكا شودوري "ان احداً لا يستطيع بعد الأن اعتبار تأييد الاحزاب الاقليمية امراً محسوماً". وذكر بعض المحللين ان نايدو لم يعد بإمكانه ان يراهن على منصب حكومي، وان أقصى ما يمكن ان يطمح اليه هو تأمين استثمارات مهمة لولايته.