غادر صنعاء فجر امس الدكتور فرج بن غانم رئيس الوزراء اليمني بصورة مفاجئة في رحلة قالت مصادر حكومية لپ"الحياة" انها لغرض العلاج في جنيف التي اعتاد على اجراء فحوصات دورية فيها لدى طبيب خاص. لكن بن غانم توجه امس الى باريس التي سيمكث فيها بضعة أيام قبل التوجه الى جنيف. ولم يجر له وداع رسمي ولم يخرج لوداعه اي من اعضاء حكومته الذين ودعوه هاتفياً وتمنى بعضهم عودته قريباً. ويأتي سفر بن غانم بعد الانباء التي تواترت في صنعاء عن تعديل حكومي وشيك ربطته اوساط سياسية وصحف بخلافات داخل الحكومة بين رئيسها وعدد من الوزراء كان بن غانم طلب من الرئيس علي عبدالله صالح في وقت سابق الموافقة على تغييرهم بينهم وزراء المال والنقل والثروة السمكية. وأدى غياب بن غانم عن رئاسة مجلس الوزراء في اجتماعه الاسبوعي الأربعاء الماضي الى اثارة مسألة الخلافات داخل الحكومة وما اذا كان هناك حديث جدي بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في شأن اجراء تعديل حكومي ينهي ما يشبه الازمة الحكومية في ظل اعتكاف بن غانم في منزله بعد لقاء له مع الرئيس علي صالح حضره عدد من الوزراء لحل الخلاف بصورة ودية او اقله موقتاً. وتشير مصادر مطلعة الى ان بن غانم لم يقتنع بالتسوية الموقتة وربما كان ذلك دافعاً اساسياً لسفره الى خارج البلاد عوضاً عن تقديم استقالته. وأكدت مصادر قريبة من رئيس الوزراء انه لن يقدم استقالته في الوقت الراهن وأنه مصر على طرح وجهة نظره في شأن اجراء تعديل وزاري على الحقائب التي يرى من المهم اجراء التعديل فيها ما دام يتحمل مسؤولية تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداري ضمن الاصلاحات الشاملة في البلاد الى جانب اصراره على اطلاق يده في ممارسة المزيد من الصلاحيات... أو تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخص آخر. وتؤكد هذه المصادر ان بن غانم سيعود الى صنعاء لممارسة مهماته نظراً الى الدعم الكبير الذي يحظى به من الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا يستبعد ان يوافق على تسوية مرضية في حدودها الدنيا لبن غانم وإن لم تلب كل ما يريد رغم ما يشاع عن ضيق الرئيس اليمني من كثرة اعتراضات رئيس الحكومة وتفاقم خلافاته مع وزراء ومسؤولين في قطاعات واسعة في الحكومة بسبب ميوله للتغيير التي يعبر عنها عبر طريقة تعامله مع الأوضاع الراهنة في البلد. وفي هذا السياق، يعقد مجلس الوزراء اليمني اليوم اجتماعه الاسبوعي خلافاً لموعده المعتاد كل أربعاء وذلك برئاسة الدكتور عبدالكريم الارياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وتقول مصادر حكومية ان لا علاقة لتقديم موعد اجتماع الحكومة الى اليوم بسفر رئيس الوزراء وإنما بسبب تزامن الموعد الأسبوعي للاجتماع وسفر الارياني الى لندن في زيارة خاصة. وكان اجتماع مجلس الوزراء اليمني عقد الأسبوع الماضي في غياب بن غانم ورأس الاجتماع السيد محمد الجنيد بصفة كونه اقدم الوزراء وأكبرهم سناً. وللمرة الأولى قدم وزير الثروة السمكية السيد احمد مساعد حسين تقريراً عن نشاط وزارته منذ بدأ بن غانم يطلب تغييره مع وزراء آخرين. ولم تستبعد المصادر القريبة من بن غانم ان يكون دافع سفره المفاجئ الى الخارج شعوره بعدم الاستجابة لمطالبه بعدما نشرت وسائل الاعلام الرسمية قبل ايام نفياً لمصدر حكومي مسؤول لوجود نية لتعديل وزاري وشيك الامر الذي اعتبره بن غانم رسالة غير مباشرة موجهة اليه. وكانت تلك الانباء رشحت الدكتور الارياني لمنصب رئيس الحكومة وإقالة عدد من الوزراء وظهور وجوه جديدة.