أكدت قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم ل «الحياة» في صنعاء أمس، وكذلك مصادر حكومية متطابقة، أن عودة الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن من رحلته العلاجية في السعودية باتت وشيكة، وليس هناك أي شكوك في ذلك، في وقت جدد مئات آلاف المتظاهرين في صنعاء ومدن أخرى دعوتهم الى تنحي الرئيس وتشكيل حكومة انتقالية. وقالت المصادر إن استعدادات تجري من جانب أنصار الرئيس والحزب الحاكم لتنظيم استقبال جماهيري «مليوني» له في صنعاء بعد إبلاله من الإصابات التي تعرض لها في محاولة الاغتيال التي استهدفته مع قيادات الدولة مطلع الشهر الحالي. وكان مصدر في رئاسة الجمهورية، أكد في تصريح رسمي أمس، ان صالح سيعود إلى اليمن قريباً، نافياً معلومات نسبتها وكالة «فرانس برس» الى مصدر سعودي، قال فيها ان الرئيس اليمني لن يعود الى بلاده، وإنه سيتوجه للإقامة في بلد آخر. ووصف المصدر هذه «المزاعم» بأنها «كاذبة ولا اساس لها من الصحة»، موضحاً ان «صحة الرئيس، وبحسب تأكيدات المصادر الطبية السعودية المشرفة على علاجه، وتأكيد كبير الأطباء المرافق له، جيدة وفي تحسن مستمر». في غضون ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية (أ ف ب)، إن «لقاء جرى قبل ايام في عاصمة اوروبية يرجَّح ان تكون لندن، بين الرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك المعارض ياسين سعيد نعمان ومستشار الرئيس اليمني للشؤون السياسية عبد الكريم الارياني، ناقشا خلاله صيغة حل توفيقي لإخراج اليمن من أزمته». وأضافت ان الحل قوامه «تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمة» لنقل السلطة. في هذا الوقت، جدد مئات الآلاف من اليمنيين المناوئين للنظام، في جمعة «الشرعية الثورية» امس، تمسكَهم بإسقاط نظام الرئيس علي صالح، ودعوا في مسيرات حاشدة شهدتها معظم المحافظات والمدن اليمنية، إلى الاسراع في تشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد، في الوقت الذي كانت حشود مؤيدة للرئيس تؤدي صلاة «جمعة الولاء لله والوطن والقائد» في مسجد ميدان السبعين. وقالت مصادر محلية في مدينة تعز، إن الآلاف تجمعوا مجدداً في «ساحة الحرية» بعد انقطاع دام نحو ثلاثة أسابيع، منذ اقتحمتها القوات الحكومية. وفي المقابل، أكد أنصار الرئيس رفضهم القاطع «لكل محاولات المساس بالسكينة العامة وأعمال العنف والقتل وسفك الدماء والخروج على القانون والدستور والانقلاب على الشرعية الدستورية أو أي مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم»، كما نددوا بالاعتداء الذي استهدف الرئيس وكبار قيادات الدولة في مسجد النهدين، وكل جرائم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإهدار مقدرات الشعب والوطن وتهديد الأمن الاستقرار. إلى ذلك، كشف رئيس «هيئة علماء اليمن» الشيخ عبد المجيد الزنداني، عزمَه مع عدد من كبار العلماء، على إصدار فتوى بسقوط شرعية نظام علي صالح، بعد استكمال دراسة كافة الأوجه الشرعية التي تثبت بالأدلة الدامغة هذا السقوط. ودعا الزنداني في كلمةٍ الرئيسَ إلى تقديم استقالته لإنقاذ شعبه، كون هذا الإجراء يتسق مع مقررات الدستور. وقال الزنداني إن «على الرئيس المبادرة بتسليم السلطة الى الشعب عبر الآليات المحددة في الدستور القائم، والمتمثلة في تولي نائب رئيس الجمهورية مهام الرئاسة بصفة موقتة، واضطلاعه بالتشاور مع كافة القوى الوطنية الفاعلة في الساحة بتشكيل حكومة وطنية خلال شهرين من استقالة الرئيس، تتمثل فيها جميع الأطياف السياسية والوطنية، ومن ثم يتم إجراء انتخابات رئاسية يرشح فيها الشعب من يراه مناسباً لتولي مهام الرئاسة».