تضافرت الجهود خلال 48 ساعة الماضية بعد رحيل أمين مجلس التعاون الخليجي من صنعاء غاضبا إثر تفاوت وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين حول إشكالية التوقيع وكان المحرك الأهم الذي أنضج جهود التصالح وجمع اليمنيين حول مبادرة الحل الخليجي للأشقاء في اليمن أثره الأكبر والمتمثل في الموقف السعودي التاريخي والثابت، الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أكثر من محفل وتواصله مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والتأكيدات الحاسمة والمطمئنة التي عبر عنها الأمير سعود الفيصل عبر تواصله مع قيادات اليمن، حيث أكد لهم خلال الساعات الماضية أن المملكة ماضية في دعم المبادرة الخليجية وإيصالها إلى مرحلة التنفيذ وأن توجه دول مجلس التعاون الخليجي العربية هو إنهاء الأزمة وليس تأجيج الصراعات. كما أنه أكد للأشقاء اليمنيين بشكل حاسم أننا لن نقبل أي تعثر للمبادرة الخليجية مما أوحى لجميع الأطراف بجدية التوجهات الخليجية والتصميم الكامل على إنهاء الأزمة في اليمن بحضور ومشاركة الرئيس علي عبد الله صالح والدكتور ياسين نعمان. أما الملف العسكري فقد تمت تسوية الأمر بجهود ومتابعة أمريكية أوروبية لحث علي محسن على مغادرة البلاد وتجنيب الأوضاع في اليمن أي صدامات عسكرية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 21/3 بحيث يتم نزع فتيل المواجهات العسكرية وإنهاء الانشقاق داخل صفوف الجيش، بل والذهاب أبعد من ذلك نحو إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 21/3 على مستوى انسيابية الحركة داخل العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى وإنهاء الاعتصامات ومغادرة الأحزاب الموقعة على الاتفاق ساحات الاعتصام وإيقاف فوري للحملات الإعلامية وللقوى البشرية المختلفة.. وسيترك المجال للشباب ليقرروا موقفهم بأنفسهم وفق ما يخدم مصلحة اليمن واستقراره ولم يطل المبادرة الخليجية في نسختها الأخيرة أي تعديل سوى في العنوان بحيث أضيفت كلمة اتفاق وسيسري العمل بهذا الاتفاق الذي سيوقعه من جانب تجمع حزب المؤتمر بالإضافة إلى شركائه الدكتور عبد الكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية والنائب الثاني لرئيس حزب المؤتمر والدكتور صادق أبو راس الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر والدكتور أحمد بن داغر الأمين العام المساعد والدكتورة أمة الرزاق الأمين العام لقطاع المرأة والدكتور قاسم سلام من أحزاب التحالف. أما من جانب المعارضة فسيوقع الاتفاقية غدا بحضور أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية لأنه بذل جهودا جيدا في إعداد هذه الصيغة الدكتور محمد سالم باسندوة والدكتور ياسين سعيد نعمان أمين الحزب الاشتراكي رئيس دورة المجلس الأعلى للمشترك والدكتور عبد الوهاب الآنسي أمين عام التجمع الوطني للإصلاح والأستاذ حسن زيد أمين عام حزب الحق والأستاذ فخر الوجيه عضو مجلس النواب. وعلمت «عكاظ» أن ترتيبات التوقيع قد تم الاتفاق عليها وفق سيناريوهين محتملين الأول أن يتم التوقيع في القصر الجمهوري بحضور جميع الأطراف وحول مائدة واحدة والسيناريو الآخر أن يوقع الرئيس وقيادات المشترك على نسختين وتوقع قيادات المعارضة على نسختين في نفس التوقيت برعاية خليجية أمريكية أوروبية وحضور الأممالمتحدة ثم ينتقل الفريقان إلى الرياض لتتويج التوقيع بحضور رئيس دورة مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية ومباركة الملك عبد الله. سعود الفيصل أكد لليمنيين: لن نقبل العثرات.. ودورنا إنهاء الأزمة وليس تأجيج الصراعات وأكدت مصادر خاصة أن التوقيع الأولي في صنعاء يأتي استجابة لجهود المملكة الخيرة في رأب الصدع بين الأشقاء اليمنيين وسيتوج بمباركة الرياض ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لاستقرار الأوضاع في اليمن.. وهو الأمر الذي يحظى بثقة كل الأطياف اليمنية وسيقود في نهاية المطاف إلى التوقيع النهائي للمبادرة في الرياض مدعوما بالآليات واللوائح التنفيذية. وستتم مراسم التوقيع الساعة الرابعة عصر غد الأحد بحضور سفراء دول مجلس التعاون والسفير الأمريكي وسفير الاتحاد الأوروبي. وأشارت المصادر ل «عكاظ» أن التحركات التي جرت خلال ال 48 ساعة الماضية وشهدت أربعة اجتماعات رئيسة ومهمة لكل من قيادات مجلس النواب والشورى واللجنة العامة والحكومة ستفضي غدا إلى اجتماع استراتيجي مهم للجنة العامة واجتماع آخر للجنة الدائمة لبلورة الموقف النهائي مع آليات التعامل مع أزمة اليمن الراهنة وتوفير أعلى قدر من الضمانات لسير الأمور نحو الوجهة الصحيحة وصولا إلى مرحلة المهرجانات الاحتفالية الشعبية المقرر إطلاقها فور الانتهاء من مراسم التوقيع، كما أكدت ذلك ل «عكاظ» مصادر المؤتمر. مصادر دبلوماسية خليجية ل«عكاظ» : الوزاري الخليجي أمام قرارات حاسمة بشأن المبادرة فهيم الحامد جدة يتداول وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الاستثنائي الذي سيعقد غدا الأحد في الرياض نتائج سلسلة اللقاءات الماراثونية التي عقدها الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني إلى صنعاء مؤخرا، حول المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في إطار ما تضمنته من مبادئ تهدف لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن. وأشارت مصادر دبلوماسية خليجية في تصريحات ل «عكاظ» أن الزياني سيقدم شرحا تفصيلا لمجمل لقاءاته التي أجراها مع قيادات الحزب اليمني الحاكم، وأحزاب اللقاء المشترك، وائتلاف شباب الثورة، بالإضافة إلى الردود التي تحصل عليها من الأطراف اليمنية حيال التوقيع على المبادرة التي من المتوقع أن يتم التوقيع عليها غدا الأحد. وأضافت المصادر أن وزراء خارجية دول المجلس سيتخذون خلال اجتماعاتهم قرارات حاسمة بشأن الوساطة الخليجية حيال إرساء الأمن في اليمن ومستقبل المبادرة الخليجية في حالة استمرار تارجح مواقف الأطراف اليمنية. وتضاربت المعلومات بشأن قبول الرئيس صالح التوقيع على الخطة الخليجية التي تتضمن تقديم استقالته في غضون شهر وتنظيم انتخابات رئاسية بعد ذلك بشهرين مع منحه ورموز نظامه حصانة من الملاحقة القانونية، كما تضاربت الأنباء حول إمكانية التوقيع على المبادرة حيث أكدت مصادر حزب المؤتمر الحاكم في تصريحات ل «عكاظ» أن الاتفاقية سيتم التوقيع عليها غدا فيما أفادت مصادر المعارضة أن موضوع التوقيع لم يحسم بعد. وقالت مصادر سياسية قريبة من المعارضة اليمنية أن صالح اشترط تغيير أسماء الشخصيات التي ستوقع الاتفاق عن المعارضة اليمنية وقد استجابت المعارضة لطلب الرئيس غير أنه امتنع بعد ذلك عن التوقيع على المبادرة. وسيرأس عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الاجتماعات التي ستستغرق يوما واحدا فيما يرأس زوير الخارجية الأمير سعود الفيصل وفد المملكة. ولم تستبعد المصادر أن يغادر الزياني إلى صنعاء مساء الأحد للمشاركة في مراسيم التوقيع في حالة الوصول إلى اتفاق نهائي بين الأطراف اليمنية على الصيغة الجديدة للمبادرة ومن سيوقع عليها. وكان الزياني، غادر مساء الأربعاء الماضي العاصمة صنعاء بعد رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية. قيادات التغيير ل«عكاظ» : مطالبنا عادلة الرئيس اليمني يريد حقن الدماء بانتخابات رئاسية مبكرة أحمد الشميري صنعاء دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء وصونا للأعراض، وبطريقة ديمقراطية سلسة، كما دعا أمام مئات الآلاف من أنصاره في جمعة ال20 من مايو في السبعين بالعاصمة صنعاء أمس من وصفهم ب «الأشقاء والأصدقاء أن يلبسوا نظارت البيضاء وليس النظارات السوداء وأن يرون جماهير شعبنا التي جاءت من كل حدب وصوب بالنظارات البيضاء». وفي الضفة الأخرى في شارع الستين اجتمع مئات الآلاف من المعارضيين للرئيس رافعين شعارات تنديدية بالنظام اليمني في جمعة أطلق عليها ب «جمعة وحدة الشعب».. إلى ذلك، قال عضو اللجنة العليا للثورة الشبابية الدكتور وسيم القرشي في تصريحات ل «عكاظ» لا يهمنا أن يوقع الرئيس على المبادرة أو لم يوقع عليها وكل ما يهمنا أن ينحاز الأشقاء في دول الخليج إلينا لنبدأ مرحلة ضغط حقيقي لتنحي فوري للرئيس. وقال القرشي «كانت خياراتنا لم تعتمد على المبادرات ومقتنعين مسبقا ولهذا رفضنا المبادرة». وحول موعد الزحف قال إنه بات وشيكا ولكننا لن نعلن عن موعد مسبق. وبين أن «جمعة الشعب» هي تهيئة ونداء لكافة أبناء الشعب للدفاع عن الوطن. فيما يرى القيادي وعضو الثورة الشبابية عبدالله الشرعبي أنهم لم يعولوا على توقيع المبادرات إطلاقا ولا نعول على أحد إلا على هؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الشارع بمطالب عادلة. وتابع نحن جمعتنا هذه بداية للتصعيد نحو القصر الجمهوري وجاهزون للزحف إلا أننا لم نعلن موعده علنيا، ونعكف على دراسة الآلية للزحف من كل حدب وصوب من كل الحارات والأزقة نحو القصر الرئاسي. الرئاسة والحزب الحاكم ل«عكاظ» : التوقيع الأحد بعد التوافق على الأسماء فهيم الحامد جدة، أحمد الشميري صنعاء أفاد مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية أن التوقيع على الاتفاقية الخليجية سيتم غدا الأحد. وأشار المصدر في تصريحات ل «عكاظ» أن الوصول إلى توافق بين السلطة والمعارضة على أسماء الشخصيات الخمسة التي ستوقع الاتفاق من جانب السلطة والمعارضة. من جهته، أكد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الحاكم الشيخ سلطان البركاني ل «عكاظ» أيضا أنه تم الاتفاق حول الخمسة الأشخاص الذين سيوقعون على الاتفاقية الخليجية من طرفي السلطة والمعارضة. وأضاف البركاني أن الزياني سيشارك في مراسم التوقيع على الاتفاقية بعد أن تم التوافق بين الأطراف اليمنية على الشخصيات التي ستوقع على الاتفاق موضحا أنه سيتم تشكيل فريق موحد من الجانبين لإعداد آليات المبادرة بشكلها النهائي، والتشاور حول الحكومة وتشكيل فريق استشاري لمراقبة سير تنفيذ بنود الاتفاقية. وأوضح أن تم تغيير عنوان الاتفاقية إلى كلمة (اتفاق فقط) وإضافة بند واحد هو (سريان هذه الآلية مرتبط باكتمال كافة التوقيعات). مسؤول أمريكي: مكافأة العثور على بن لادن لن تمنح لأحد محمد المداح واشنطن قال مسؤول أمريكي إن المكافأة المالية التي رصدتها الولاياتالمتحدة لاعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو قتله والتي تبلغ 25 مليون دولار لن تمنح لأحد لأن أي مخبر لم يساهم في العثور عليه. ونقلت شبكة «أي بي سي نيوز» التلفزيونية عن مسؤول أمريكي مطلع على سير عملية العثور على بن لادن أنه تم تحديد مكان وجود زعيم «القاعدة» من خلال معلومات استخباراتية إلكترونية وخطأ من أحد مساعديه وليس من أي مخبر. وقال المسؤول إنه بناء عليه «لا نتوقع أن تمنح المكافأة لأحد». يشار إلى أن مخبرين حصدوا ملايين الدولار من مكافآت حصلوا عليها بعد إعطاء الاستخبارات الأمريكية معلومات قادت إلى اعتقال خالد شيخ محمد الذي يقول إنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر والرئيس العراقي صدام حسين.