أبلغت السفارة البريطانية في القاهرة رسمياً أمس ثلاثة ناشطين اسلاميين مصريين رفضها منحهم تأشيرات لحضور مؤتمر دعتهم اليه "الرابطة الاسلامية للعاملين بالكتاب والسنة" مقرها لندن للبحث في "اوضاع السجناء في مصر والعالم العربي". واستدعت السفارة أمس الاسلاميين الثلاثة وهم رئىس هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني الدكتور عبدالحليم مندور والمحامي البارز منتصر الزيات والمهندس صلاح هاشم أحد مؤسسي "الجماعة الاسلامية" وسلمتهم رسالة رسمية برفض طلبهم. وأوضحت الرسالة ان الرفض استند الى ان المؤتمر الذي دعي الثلاثة لحضوره "له علاقة بمتطرفين وارهابيين وبتنظيم الجماعة الاسلامية" وان الحكومة البريطانية رأت ان عدم منحهم التأشيرة "يتفق مع المصالح العامة لبريطانيا". وكانت "الرابطة" اعلنت تأجيل موعد عقد المؤتمر الذي كان من المقرر ان يبدأ اول من امس السبت وأرسلت رسالة الى السفارة البريطانية في القاهرة أعلنت فيه ربط عقد المؤتمر بحضور المصريين الثلاثة. والتقت "الحياة" الزيات عقب خروجه من مقر السفارة فأعرب عن "صدمته" لصدور القرار. وقال: "ضاقت بنا الارض بما رحبت، والحكومة البريطانية خضعت للاحتجاجات المصرية السابقة واتخذت اجراءً يتعارض مع ما عرف عن بريطانيا من عراقة وحفاظ على الحريات والديموقراطية". واضاف: "سافرت الى بريطانيا في العام الماضي وحضرت مؤتمرات وندوات عدة وتحدثت عن حقوق الانسان وعقب عودتي للقاهرة وجهت خطاب شكر للسفير البريطاني". وأكد ان الحكومة البريطانية "تعلم تماماً عبر آلياتها انني من معارضي العنف وتبنيت أكثر من مبادرة سلمية وانني ومعي مندور وهاشم اعضاء في منظمات حقوقية عدة". واعلن الزيات انه يدرس "اتخاذ اجراءات للرد على القرار" الذي وصفه بأنه "معيب" ولم يستبعد ان يلجأ الى "اقامة دعوى قضائية داخل بريطانيا اذا كان القانون البريطاني يسمح بذلك". أما الناطق باسم السفارة البريطانية في القاهرة السيد ادوارد ويب فقال ان الحكومة البريطانية "تقف ضد الارهاب بكل أشكاله وصوره ولن تسمح بأن تستخدم الاراضي البريطانية كقاعدة لمساندة الارهاب في الخارج بأي طريقة من الطرق". وأشار الى ان المؤتمرات الخاصة لا تتعارض مع القانون البريطاني، إلا انه اضاف: "اذا نما الى علمنا وجود علاقات بين منظمي اي مؤتمر مع منظمات ارهابية أو أنشطة غير مشروعة نقوم باجراءات تتوافق مع مصالحنا العليا، ولذلك رفضنا منح عدد من الاشخاص في اكثر من دولة تأشيرات لحضور المؤتمر المذكور". واضاف: "لدينا معلومات مؤكدة من مصادر عدة بأن مؤتمر الرابطة على علاقة وثيقة بتنظيم الجماعة الاسلامية، ولأننا نعارض أي نشاط إرهابي كان علينا ان نتخذ الاجراءات التي نرى أنها سليمة". وشدد ويب على ان الحكومة البريطانية "لن تتوانى عن التصدي لأي نشاط على الأراضي البريطانية يتعارض مع القانون وتقديم من يتبناه الى جهات التحقيق".