ناعمة في اطلالتها، رقيقة في حديثها، تحترم الوقت وأصول العمل، تدرس الاغنية بدقة قبل الموافقة عليها. محاورة تنتقي الكلمة من دون تكلف او تصنع. دخلت عالم الغناء من باب "استديو الفن" ونادي ملحم بركات العام 91994، ثم استقلت بعد ذلك بصوتها وشخصيتها الفنية. فكسبت جمهوراً تتبع اخبارها، وشارك في حضور حفلاتها ومهرجاناتها في كل من بيروت واللاذقية والقاهرة، ولاقت اغنياتها نجاحاً لافتاً ونالت جوائز عدة. من منطقة كفرشيما جنوببيروت التي اعطت الكثير من الاصوات الجميلة ومنهم، مثالاً لا حصراً، ملحم بركات وحليم الرومي وابنته ماجدة وعصام رجي والملحن الراحل فيلمون وهبي وغيرهم، خطت المطربة ماري سليمان خطواتها بتؤدة في عالم الفن، فدخلت اللون اللبناني وانطلقت منه الى اللون المصري وحالياً تفكر بأغنية خليجية كونها تؤمن بالتنوع والتجدد. وفي شريطها الغنائي المصور فيديو كليب الذي استغرق العمل فيه ثلاثة اشهر، صورت ماري سليمان احدث اغنياتها "ده مكاني مش مكانها" في اجمل الربوع اللبنانية بتقنية متطورة. والاغنية من تأليف بهاء الدين محمد وتلحين حسن أبو السعود وتوزيع عمرو عبدالعزيز، وأخرج الفيلم باسم كريستو. وجاءت امكنة التصوير ملائمة لكلمات الاغنية، ومن خلالها تطرح المطربة مشكلة الخيانة بأسلوب متجدد بدا متناغماً بين الفكرة والصورة وتقنية الصوت. وانطلاقاً من شريطها الجديد كان لنا حوار مع ماري في منزلها في كفرشيما. وبداية نسألها عن اللون الغنائي الذي وجدت نفسها فيه وميزة اغنياتها، فتجيب: "لم اجد نفسي في لون معين بقدر ما وجدت نفسي في اغنية جميلة تناسب طاقاتي واقتناعاتي الذاتية. فالاغنية التي تتوافر فيها عناصر النجاح اعتمدها، وبدأت اتجه الى اللون الكلاسيكي بعدما غنيت الطرب الشعبي والشعر النبطي الصحراوي وكذلك قصائد عدة للشيخ محمد راشد في الإمارات. وأنا مؤمنة بالتنوع كونه جواز عبور للفنان الى قلوب الناس. وأغنياتي تتميز بنوعية الاختيار، فكل اغنية هي اكثر غنى من الاخرى من حيث الكلمة واللحن والتقنية… وهي عناصر مهمة في نجاح الاغنية". الاغنيات التي نسمعها اليوم، مكررة في موضوعاتها وكلماتها، فكيف تختارين كلماتك؟ - تعجبني الصورة الجيدة غير المتداولة والتي تقدم معنى راقياً وجميلاً، وهناك فعلاً صعوبة في اختيار الكلمة ولا يزال اللحن اسهل، لذلك نعمد اليوم الى انتقاء الكلمة الجميلة والاسلوب المميز بعدما اصبحت الافكار المتداولة مكررة ولم تعد الكلمة متوافرة بالشكل المطلوب في زمن الصخب الفني والخطوة السريعة. ومن خلال اغنية "ده مكاني مش مكانها" عالجنا قضية الخيانة وان لم تكن جديدة، لكن المعالجة كانت بأسلوب مميز فيه الكثير من الكبرياء، وفيه ألعب شخصيتين: المرأة التي تعاني الخيانة، والفتاة الشابة التي تحمل ملامح المرأة الاصيلة. وماذا عن النجومية من خلال تجربتك وكيفية المحافظة عليها؟ - النجومية تختلف اليوم عن الامس، وكان الوصول عملاً صعباً ونتيجة جهود شخصية للفنان في غياب وسائل الاعلام المهمة التي تدعمه وتسوّق اعماله في شكل يومي ودائم ومتواصل. ومن مواصفات النجومية برأيي الموهبة وهي الاساس مع صقل، بل مع رعاية دائمة لها. ولا ننسى الشكل الخارجي الذي يميز الفنان ويعطي الحضور الواقع المميز. ولكن الشكل الخارجي لا يتأثر بمدى انطلاقة الفنان او تحجيمه بل يتوقف الامر على الموهبة والقدرة على الصمود في عالم الفن. والاهم من ذلك اخلاق الفنان ومصداقيته وتواضعه في مكانه واستمرارية تواصله مع الجمهور. يؤخذ على مطربي الامس انتاجهم القليل والحذر على نقيض مطربي اليوم! - يجب الحفاظ على الموقع وعدم الدخول في الفوضى الفنية الموجودة اليوم، ومن يصل الى موقع النجومية عليه ان لا يغامر لكي لا يخسر هذا الموقع بسهولة. لقد ابتعدت عن هذه الفوضى ولكنني اليوم عدت وبقوة، وأمل ان يكون الانتاج معتمداً على النوع الجيد لا الكم. والى ايّ حدّ يساهم الفيديو كليب في نجاح الاغنية؟ - الفيديو كليب، على نقيض ما يعتقد البعض، قد لا يكون في صالح الاغنية، بل قد يسهم في اسقاطها ان لم تتوافر له عناصر النجاح وأهمها مستوى الاغنية. فعلى الشريط المصور ان يريك الاغنية بصورة حية وان يقيم علاقة مباشرة بين المستمع والمشاهد والفنان، بمعنى انه عليك ان ترى تماماً كما تسمع، اي ان يكون هناك تناغم بين الصورة والصوت والفكرة. وماذا عن اغنيات في الشريط الجديد؟ - الالبوم الغنائي الاخير صورنا منه اغنية "ده مكاني مش مكانها" فيديو كليب، وأنا على استعداد لتصوير اغنية اخرى اذا تأمن الانتاج لأنه مكلف جداً. ومن الاغنيات الجديدة: "مافيش حد بحياتي" من تأليف وتلحين وسام الامير، "عتبي قد المحبة" و"بيني وبينك" وأغنية بدوية "لكل ظالم يوم" من كلمات محمد ماضي.