نيروبي - رويترز - برز خلاف في الموقف لكل من الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق من الدور الذي يمكن ان تلعبه الاممالمتحدة لانهاء حرب جنوب السودان. جاء ذلك عشية جولة في المنطقة يعتزم مساعد الامين العام للامم المتحدة كيران رندرجاست القيام بها نتيجة مطالبة منظمات انسانية بدور اكبر للمنظمة الدولية في النزاع. ويقول "الجيش الشعبي" انه سيرحب بمشاركة الاممالمتحدة، لكن رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي ابلغ وكالة "رويترز" ان الاممالمتحدة ليست وسيطاً ملائماً. وقال الترابي في مقابلة هذا الاسبوع ان الاممالمتحدة ليست مؤسسة ديموقراطية وان الجمعية العامة للامم المتحدة "بلا سلطات ما يجعل اي حكومة دستورية افضل منها". وتحدث الترابي ومسؤولو "الجيش الشعبي" بعد مناشدة وجهتها منظمات اغاثة بارزة الاثنين الماضي الى مجلس الامن للنهوض بدور اكثر نشاطاً لانهاء الحرب التي اودت بحياة اكثر من 1.5 مليون شخص منذ تجدد الحرب في الجنوب العام 1983. ويتهم السودان الولاياتالمتحدة احد الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن، برعاية المتمردين السودانيين من خلال الحكومة الاوغندية. ومن المقرر ان يزور رندرجاست السودان وكينيا واثيوبيا الشهر المقبل في واحدة من البعثات القليلة التي تنظمها المنظمة الدولية للتركيز على الجانب السياسي للصراع اكثر من مساعدات الاغاثة. والمنظمة الوحيدة التي تجمع الطرفين الرئيسيين في الحرب معاً هي الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد والتي تضم سبع دول افريقية. لكن الترابي ومسؤولين بارزين في "الجيش الشعبي" يقولون ان وساطة "ايغاد" تحقق تقدماً بطيئاً. واحرزت احدث جولات المحادثات في اثيوبيا تقدماً قليلاً ومن المقرر عقد الجولة المقبلة في آب اغسطس 1999. وافاد الترابي ان السودان متردد في شأن عملية "ايغاد" لانها تضم في عضويتها اوغندا واريتريا اللتين تتهمهما الخرطوم بمساعدة المتمردين. وقال "يجب ان تكون رجلاً معتدلاً لتصبح وسيطاً". واعرب جون لوك المتحدث باسم "الجيش الشعبي" عن ترحيبه ببذل مزيد من الضغط الدولي "على الطرفين" من اجل حل سلمي للصراع. وقال لوكالة "رويترز" في نيروبي الخميس "لا اقول ان ايغاد عديمة الجدوى، انني أقول ببساطة انه يجب تعزيزها خصوصاً من جانب الاممالمتحدة".