كشف تقرير اسرائيلي رسمي عن زيادة ملحوظة في عدد المستوطنين اليهود القاطنين في المستعمرات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الاشهر العشرة الأولى من العام 1997 في الوقت الذي شرعت فيه اسرائيل ببناء مستعمرة جديدة على أراضي الضفة الغربية. ويشير تقرير وزارة الداخلية الاسرائيلية ان عدد المستوطنين اليهود سجل زيادة بواقع 7.5 في المئة، اذ وصل عددهم الى 161 الفاً منهم 155 الفاً في مستعمرات الضفة الغربية وستة آلاف في المستعمرات المقامة في قطاع غزة. وحسب التقرير الذي نشرت الصحف الاسرائيلية بعضاً مما جاء فيه، احتلت المستعمرات الاسرائيلية المقامة في منطقة نابلس شمال المرتبة الأولى في نسبة الزيادة بمعدل 11 في المئة مقابل 10 في المئة في عدد مستوطني مستعمرات قطاع غزة التي كان من المفروض ان يتم اخلاء جميع المستوطنات فيها وفقاً لاتفاق اوسلو. وسجلت المستعمرات اليهودية المقامة في منطقة رام الله وسط زيادة سكانية يهودية بنسبة 10 في المئة ايضاً وسكان مستوطنات الخليل وبيت لحم 9 في المئة فيما وصلت نسبة الزيادة في منطقة طولكرم الى 5 في المئة. وأقامت الحكومة الاسرائيلية السنة الماضية مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة لاستيعاب المزيد من المستوطنين اليهود في هذه المستوطنات في محاولة لفرض واقع ديموغرافي جديد في الضفة الغربية يؤثر في نتائج مفاوضات الحل النهائي التي ستتعامل بين امور اخرى مع قضية المستعمرات في الأراضي الفلسطينية. وكشف النقاب عن موافقة وزارة الدفاع الاسرائيلية على نقل المئات من البيوت الموقتة الكرفانات الى مستعمرات مختلفة في الضفة الغربية بصورة سرية من دون الحاجة لذلك. ولا تشمل احصاءات التقرير الاسرائيلي 160 الف مستوطن يهودي يقيمون في 16 مستعمرة في محيط القدسالمحتلة التي تعتبرها اسرائيل جزءاً من الدولة العبرية. ويشهد معظم هذه المستعمرات نشاطات توسعية ملحوظة، خصوصاً في تلك الواقعة شمال القدسالمحتلة باتجاه مدينة رام الله. وأكد مواطنون فلسطينيون في هذا السياق ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي شرعت ببناء مستعمرة جديدة فوق آلاف الدونمات صادرتها من قريتي الجيب وبيتونيا غرب مستعمرة جبعات زئيف شمال غربي القدس. وأفاد المواطنون ان اعمال بناء المستعمرة تدور على قدم وساق بهدوء ومن دون ضجة. وتزامن الاعلان عن محتويات تقرير الداخلية الاسرائيلية مع قرار الحكومة الاسرائيلية تحويل ميزانيات اضافية كبيرة لصالح دعم النشاطات الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت مصادر اسرائيلية ان قرار التحويل اتخذ في نطاق تعهدات اعطاها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لكتل مختلفة في ائتلافه الحكومي مقابل نيل دعمها وتصويتها مطلع كانون الثاني يناير الماضي الى جانب الموازنة العامة الاسرائيلية لعام 1998 الحالي.