اكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية بدأت بتنفيذ مشاريع استيطانية تمشياً مع اقرارها خارطة لوزير البنى التحتية ارييل شارون لما يسمى ب "المصالح الامنية الحيوية" للدولة العبرية غرب الضفة الغربية وفي القدسالمحتلة. وأوضحت مصادر في "دائرة الخرائط" التابعة ل "بيت الشرق" في القدس ان السلطات الاسرائيلية شرعت فور اقرار الخارطة المذكورة الاسبوع الماضي بتوسيع المستوطنات في منطقة غرب رام الله على طول خط التماس لفرض أمر واقع جديد في ما اسمته اسرائيل "المنطقة الامنية الغربية". وأشار تقرير اصدرته الدائرة امس الى ان "الخط الاخضر" الجديد الذي انشأته اسرائيل في تلك المنطقة يقع على بعد 7 كلم من مدينة رام الله بعدما تم ربط المستوطنات التي شرع بتوسيعها بطرق واسعة، وهذا ما يتطابق مع الخارطة الامنية لشارون. وأوضح ان المستوطنين اليهود وضعوا مجموعة من الكرفانات على "تلة الشيخ عيسى" بعدما اعلن "وضع اليد على اراضيها" بموجب اوامر عسكرية حيث تم تحويل الموقع الجديد الى مستوطنة اعطتها السلطات الاسرائيلية أول من امس الجمعة اسم "حوريش يارون". وكشف التقرير سلسلة من القرارات ببناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة "طلمون" المنتشرة على مساحة 1300 دونم والتي تتكون من أربعة مواقع تحمل اسماء مختلفة. وأولى هذه القرارات يقضي باقامة 136 وحدة سكنية في "طلمون، أ" و260 وحدة سكنية في "طلمون. ب" في حين ينص المخطط الهيكلي العام على اقامة 2770 وحدة سكنية لمضاعفة عدد سكان المستوطنة البالغ عددهم حالياً 751. وتنوي السلطات الاسرائيلية اقامة 2959 وحدة سكنية تضاف الى ال 50 وحدة القائمة حالياً في مستوطنة "دوليف" القائمة على أراضي عين قينا في قضاء رام الله. ويؤكد التقرير ان القرارات الاسرائيلية التي هي قيد التنفيذ "تهدف الى عزل القرى الفلسطينية عن بعضها البعض والوصل بين المستعمرات عبر التوسع الاستيطاني وفتح الشوارع العريضة". في موازاة ذلك، كشفت مصادر صحافية اسرائيلية ان طاقماً شكلته بلدية القدس اليهودية اوصى باخراج احياء عربية كاملة من حدود القدس الكبرى التي رسمتها اسرائيل وبضم مستعمرات يهودية ضخمة اقيمت حول المدينة للحفاظ على غالبية يهودية فيها. وقالت صحف اسرائيلية ان طاقم تخطيط في بلدية القدس يقوم بوضع خطة استراتيجية للبلدية سيقدم توصياته ب "تعديل حدود المدينة واخراج احياء عربية من اطار حدود البلدية"، موضحة ان الاحياء العربية الموصى باخراجها هي تلك الموجودة في الحدود الشمالية وجنوب شرقي المدينة. ورفض نائب رئيس البلدية الاسرائيلي المسؤول عن الخطة الاستراتيجية ان يتم نقل هذه الاحياء الفلسطينية الى السلطة الفلسطينية. وكان المجلس الوزاري الاسرائيلي شمل "القدس ومحيطها" ضمن المناطق الامنية الثماني التي يعتزم الاحتفاظ بها في اطار الحل الدائم. ويرى واضعو الخطة ضرورة اخراج احياء وقرى فلسطينية معينة كانت اسرائيل ضمتها في السابق الى حدود البلدية بهدف الاستيلاء على المزيد من الاراضي "للحفاظ على التوازن الديموغرافي للعام 2020" ما يعني غالبية يهودية 70 في المئة وضمان عدم زيادة نسبة المواطنين العرب الفلسطينيين فيها عن 30 في المئة. وفي المقابل يتم ضم مستوطنات مثل "معاليه ادوميم" و"تسور هداسا" و"مبسيرت تسيون". وتشمل توصيات الطاقم الحفاظ على التوازن الديموغرافي العلماني - الديني اليهودي، وضمان غالبية من المتدينين التقليديين نسبة 65 في المئة في مقابل 35 في المئة للمتدينين الاصوليين. وعليه استثنت التوصيات ضم بعض المستوطنات الدينية الى حدود البلدية الجديدة المقترحة.