في لحظة خاطفة تحول محمد هنيدي من كوميدي شاب يبحث عن موطئ قدم في عالم الفن الى "زلزال" كوميدي يهدد عروش نجوم الصف الأول في السينما المصرية. ولعل أحدث الآدلة على ذلك اكتساح فيلمه "اسماعيلية رايح جاي" للأفلام المنافسة. والطريف ان هنيدي نفسه لا يدري ظروف تلك اللحظة التي باركت الأقدار فيها نجمه... لكنه يقول بجدية "قد تكون بركة دعوات أمي". "الحياة" التقته وسألته عن بدايته ومستقبلة وأدواته الكوميدية وعلاقته بالفنان عادل إمام... كثيرون سألوا عن نجاحك وأسبابه، لكن دعني أطرح السؤال التالي: كل هذا النجاح غير المتوقع، باعترافك، ما وقعه عليك وتأثيره في التخطيط لمستقبلك الفني؟ - بصراحة اشعر بأن النجاح الذي اعيشه حاليا يجعلني مثل موظف مسكين ذهب إلى البنك ليقترض مئة جنيه، فوجدهم يعطونه مئة ألف جنيه! حيرة هذا الموظف تنتابني حالياً فأشعر بأنني قفزت 20 درجة على سلم النجاح مرة واحدة، وهذا ما وضعني في مأزق. فالجمهور يضع عينه عليّ، ويترقب اعمالي، خصوصاً أن البعض يعتبرني ظاهرة لن تدوم، وآخرون يرون أنني نجم المستقبل. وفي خضم كل هذا أصارحك بأنني في حيرة وقلق وانتظر بفارغ الصبر حكم الناس على فيلمي القادم "صعيدي في الجامعة الاميركية" لأنه إما ضوء أخضر للاستمرار في الطريق او تسليم مفاتيح النجومية لآخرين. وماذا عن ملامح خطتك المستقبلية؟ - النجاح الذي أعيشه حالياً منحه الله لي من دون تخطيط، وأنا مقتنع بأن المستقبل في علم الله، لذا فقد توكلت عليه. وأي شخص يدعي بأنه يخطط لأن يكون كذا، بعد فترة، فهو كاذب، لأن ظروفاً كثيرة خارجية تتدخل في رسم مستقبل أي إنسان. صحيح أن هناك ثوابت لأي شخص يهدف الى النجاح، مثل الحفاظ على الموهبة، والاجتهاد في اختيار الأعمال التي يقدمها، لكن أحداً لا يستطيع أن يخطط لأن ينجح في وقت معين لأن الجميع ببساطة يهدف الى النجاح. لكنني قرأت انك كنت ستعتزل في حال بلوغك الخامسة والثلاثين من دون أن تصبح نجماً؟ - هذا أيضاً يدخل في إطار الثوابت التي أتكلم عنها، فأنا لم أكن أرضى لنفسي أن أظل نفراً في السينما اشارك في الافلام "كمالة عدد". والحمد لله فقد تحقق هذا النجاح وأنا في الحادية والثلاثين. بماذا يتميز هنيدي كفنان كوميدي؟ أو بمعنى آخر ما هي أدواتك الكوميدية الخاصة؟ - ليست لي ادوات لكن تركيبتي بشكلي وادائي وتعليقاتي تضحك الناس. ما شكل المنافسة بينك وبين ابناء جيلك من فناني الكوميديا؟ - حتى هذه اللحظة لا تستطيع القول إن كلاً منا له طريق خاص به وواضح المعالم، لكن اتصور انه في خلال السنتين المقبلتين سيكون لكل منا اتجاه وجمهور. وأعتقد بأن اشرف عبدالباقي وعلاء ولي الدين واحمد آدم وصلاح عبدالله سيكونون نجوما كباراً جداً. هل اختلف شكل واداء الكوميديا حاليا عن ذي قبل؟ - من الصعب جداً الآن أن تنتزع ضحكة من أحد، فالكل مهموم ب 60 ألف مشكلة، وانتقلنا من مشاكل المصاريف والعمل والازدحام الى مشاكل الانحدار العربي والانفلات الاخلاقي الذي يكاد يسود مجتمعنا... واصبحت الهموم اشبه بغلاف الاوزون الذي يحيط الانسان من كل ناحية. وفي الماضي كانت مهمة الكوميديان اسهل لأنه كان يتعامل مع اشخاص اكثر صفاءً. ما رأيك في ما يقال من أن شروق نجمك مؤشر الى غروب شمس عادل امام؟ - ما هذا؟ أنت تتكلم في الممنوع؟ عادل امام له مكانة كبيرة جداً، ومن الصعب أن يفكر أي شخص في احتلالها. ثم إن عادل امام تاريخ ومرحلة مهمة في السينما والكوميديا لا يمكن أن تغرب أبداً. أليست هذه سنة الحياة؟ - من الممكن أن يقل وجوده الفني، لكن هذا لا يمكن أن نسميه غروباً. فمثلا لا نستطيع القول إن شمس فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي قد غابت، لكنهما أصبحا أشبه بالفاكهة غالية الثمن التي يندر وجودها في السوق. ومهما نجح جيلي فلن نغير مكانة عادل الذي كافح لسنوات حتى وصل الى هذه المكانة. اشتركت في مسلسل رمضاني للتلفزيون المصري لم يكن على المستوى المتوقع منك، فما تفسيرك؟ - أنا معك في أن المسلسل عندما تم تنفيذه لم يكن جيداً بالشكل الذي كنا نتمناه. وعموماً هي غلطة اعد الناس بعدم تكرارها، وأكون أكثر تدقيقاً في اختيار الاعمال التي اشارك فيها بعد ذلك. سمعت أن احد أصدقائك يكتب أعمالاً مفصلة خصيصاً لك، فماذا يعني هذا؟ - لا يعني أكثر من أن صديقي هذا إنسان موهوب وهو يفهمني جيداً ويعرف كيف يتعامل مع المناطق الساخنة لدي التي تفجر طاقاتي الكوميدية، كما أنه عاش في بيئتي نفسها ويعرف الجو الذي يمكن أن أجوّد فيه، ويحرص على أن يوفره في اعماله. وسيكون فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" التعاون الاول بيننا، وأتمنى أن ينجح لنستمر معاً.