ذاع صيت الفنان أحمد حلمي في فترة قليلة، وسرعان ما اخترق المنازل ليكون الأطفال أول راغبيه، ليدرك بعدها المشاهدون أن أبناءهم أفضل حظاً منهم في انتقائهم لحلمي كنجم الكوميديا، ولا يبالغ النقاد عندما يرى بعضهم أن حلمي نجم الكوميديا الأول، الذي يحافظ على مستواه من عام لآخر، فهو يحترم أداءه والجماهير، وخفة دمه ليست مصطنعة، ولكنه بطبيعته خفيف الظل، فهو لا يتصنع المواقف، التي تخرج البسمة من قلوب المستمعين، عكس "هنيدي، ومحمد سعد" وآخرين. تلقائية حلمي وثقته في قوة أدائه دفعاه نحو مزيد من النجاح، رأى البعض أن موقفه الأخير من النقاد ما هو إلا رد فعل لما قاموا به في فيلم زوجته الفنانة "منى زكي"، التي تطاولت عليها الأقلام والآراء من خلال رفضه لعمل عرض خاص لفيلمه "ألف مبروك"، الذي نزل دور السينما دون أن يراه النقاد ودون عرض خاص، قد تكون فكرة حلمي مبدأ سينتهجه مستقبلاً، وعلى النقاد الذين يرغبون في النقد الاتجاه للسينما والمشاهدة وسط الجماهير، ليضم النقد رأي وانطباع الجماهير بدلاً من أن يحجبهم العرض الخاص عن معرفة رأي الجماهير ويطلقون شائعات من وحي تنبؤاتهم، وقد يقضي النقاد على فيلم يرى الجماهير فيه عكس النقاد، ولكن ما أجمع عليه العديد من النقاد أن حلمي في أعماله لايقلد أحداً وأنه اختار لنفسه قالباً معينا جعله يحتل قمة العمل الكوميدي بمصر وسبق زوجته "منى زكي" بمراحل، وأكثر النجوم هدوءا في انفعاله، حلمي عشق الجماهير، الذي اخترق منازلهم غزواً عاطفياَ بدأ بالصغار، وانتهى بإصرار الكبار. الكوميديا بنظره ليست الاستخفاف، إنما أن يغلب على الفنان الطابع الفني والقدرة على إقناع الجماهير بفنه، فهو فنان وليس أراجوزاً، وجهة نظره الصابة في الكوميديا هى السر الرئيسي في نجاح حلمي، الذي انتهج لنفسه منهاجاً يسير فيه بخطى منظمة، ويعد فيلمه الجديد من أفضل الأفلام التي يسعى المشاهد للاستمتاع بها، وإذا كان نجاح الفيلم في السينما المصرية يقاس هذه الآونة بإيرادته فمعظم أفلام حلمي إيرادتها مرتفعة، ورغم توقيت عرض فيلمه "ألف مبروك" وسط موجة الأفلام الصيفية، التي تعرض إلا أنه حقق إيرادات قدرها ثلاثة ملايين و450 ألف جنيه، خلال الأيام الثلاثة الأولى لعرض الفيلم جماهيرياً، أي يقترب إيراد الفيلم يومياً للمليون جنيه وذلك دليل واضح على نجاح حلمي جماهيرياً، وكما أشارت الآراء فإن حلمي سبق أبناء جيله رغم تأنيه في الاختيار، وتفوّق على زوجته في النجاح والأداء والجميع يشهد بأنه مبدع الكوميديا لأنه يتجنب الأدوار التي تخدش الحياء العام، وتبتعد عن الابتذال والجرأة على عكس نجم الكوميديا "عادل إمام"، الذي نجح كوميدياً بجرأته وليست بخفة ظله. عادل إمام مؤد جيد للكوميديا بدليل قدرته الفعالة على أن يصطنع إفيهات ضاحكة دون أن يضحك هو، على العكس من حلمي الذي يعد من رواد جيل افتعال الكوميديا، التي لايعترف هو بافتعالها، وهذا ما يعكسه أداؤه وقدرته على أن يخرج الابتسامة بخفة، وبدون اصطناع. "ألف مبروك" آخر ما قدمه حلمي، والعمل من إخراج "نادر جلال"، وسيناريو"محمد دياب"، بطولة الوجه الجديد "رحمة"، ومن إنتاج الناتروس كامل أبوعلي، وميزانية الفيلم 15 مليون جنيه، حصل حلمي على أجر منها سبعة ملايين جنيه، وذلك دليل على أنه صنف ضمن نجوم الأجر العالي لأنه ليس نجما وقتيا، أو لديه رغبة في الظهور لمجرد الظهور فقط، وإنما هو فنان له طموح فني يعرف كيف يصل، وماهي الطرق، معتمداً على قدراته الإبداعية، وما يحسب له من وجهة نظر الجماهير هو أنه لايكرر فريق عمله، أي أنه ليس مرتبطاً بفريق معين، بل لديه قدرة على التنوع مع باقي النجوم من أبناء جيله وغيرهم، وهذا دليل قوي على قدرته على التكيف وصناعة روح تتناسب مع الجميع.