الكاتب السوداني المقيم في فيينا طارق الطيب اصدر مجموعة قصص عنوانها "اذكروا محاسن" عن دار شرقيات في القاهرة. والمجموعة هي كتابه الثالث بعد "مدن بلا نخيل" رواية و"الأسانسير" مسرحية بالعامية المصرية و"الجمل لا يقف خلف اشارة حمراء" مجموعة قصص. من الكتاب "افراح بائعة الحناء" وهي قصة قصيرة جداً: "في السوق جالسة. تنتظر ام العروس الآتية من بعيد تتأرجح على مهلٍ. تتناوبان الاشارة - الابتسامة من مسافة. رائحة الحنّاء فيها مسك ورعشة تفهمها النساء. البائعة تسأل عن الاحوال والأفراح والمواعيد. يدها تغوص في الحنّاء. يدها مرسومة بالحنّاء. ام العروس تسفر شعرها. تؤكد لها معنى الحنّاء. تردّ البائعة برفع ساعد موشوم بالجمال. الرجال يختلسون النظر. والشباب يتأمّلون بروية. والبنات في الامنيات غارقات. يمرّ العبوس يقلب الحنّاء ويسبّ النساء والرجال والشباب. يطلب إليّ الذكور الاجتماع لوعظة تثليم الشعور. يتبعه واحد وآخر ثم آخر ويتتابع الذكور. تضيع بهجة ام العروس وتتوجّس من قرب نحس. تهز بائعة الحنّاء رأسها وتنظر للحنّاء المبعثرة في الاذهان. لا شراء. لا بيع. اليوم يتجمّد ويمسخ ويختفي النسيم والعطر. تموت الابتسامة والتحية وبقايا الضحك. تُغلق بائعة الحنّاء على افراحها الباب. تحمل ما تبقّى مغموساً بغمّ. تتجه الى مكانٍ بعيد"