اعلن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ، أمس، رفضه مشروع قانون الزواج المدني الاختياري في لبنان، معتبراً انه "خروج على تعاليم الكنيسة". ووضع صفير موقفه في اطار التضامن مع المراجع الاسلامية في رفضها لهذا المشروع، وقال: "تقضي المساواة أمام القانون في لبنان بالوقوف في هذا المجال الى جانب اخواننا المسلمين". راجع ص 2 وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين أعلنا، يوم الجمعة الماضي، رفضهما مشروع الزواج المدني لأنه "يمس جوهر عقيدة المسلمين وإيمانهم الديني". واتصل قباني بصفير، أمس، وشكره على موقفه. وأعلن المفتي قباني ان اتصالات تجرى لعقد "قمة روحية وطنية" بين المسلمين والمسيحيين لاعلان موقف موحد. وكرر قباني، في أحاديث مع وفود شعبية حاشدة جاءت الى دار الفتوى، ان مشروع الزواج المدني "فتنة" داعياً الى سحبه من التداول. ويلاحظ ان الجدل حول المشروع غاب خلال الأيام الماضية، وأكد رئيس الحكومة رفيق الحريري ل "الحياة" انه لم يتطرق الى مشروع الزواج المدني خلال محادثاته في دمشق التي ركزت على نتائج زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لبيروت. من جهته قال الوزير وليد جنبلاط "تطل علينا معركة جديدة هي معركة أساسية في مواجهة بعض رجال الدين". وأضاف "يبدو ان هناك، الى جانب الاحتكارات المالية، احتكارات مذهبية وطائفية، الأمر الذي لا يبشر بالخير، انها معركة المستقبل، معركة الحريات، معركة الفرد في مواجهة اقطاعات دينية متخلفة وأنها معركة الانسان الذي عليه ان يختار كما يريد المبدأ الذي يريد، ولن نقبل بأن تفرض علينا معتقدات واحتكارات باسم الدين، أو بالأحرى تفرض علينا قيود على الحرية، فالحرية مقدسة فوق كل شيء". وسأل "هل سيتحول لبنان الى مجموعة من الجمهوريات المسيحية والاسلامية ام هناك طموح الى الوطن المدني؟ سنرى". وذكرت مصادر دار الفتوى ل "الحياة" ان موضوع الدعوة لعقد قمة روحية هو قيد البحث الآن وأن لا موعد لعقدها، وان التشاور قائم من أجل تحديد موقفها النهائي من الدعوة اليها.